ق. حنان يشتكي عدد من المواطنين، على مستوى أحياء عدة بالعاصمة، من الانتشار الكبير للحشرات الضارة كالبعوض والناموس، خاصة مع اقتراب موسم الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، التي تساهم بدورها في تفاقم هذه الظاهرة، وتزداد المعاناة خاصة لدى الأحياء التي تعرف انتشارا كبيرا للأشجار والنباتات المختلفة، سواء تلك التي تنمو بطريقة طبيعية، أو التي قام السكان بغرسها، في حدائق العمارات، وبمختلف أنحاء الحي، وان كانت لهذه الأخيرة محاسن عدة، كتوفير الظل والهواء المنعش، والعليل، والمنظر الجميل و المريح للنفس بالنسبة لهؤلاء، فإنها أيضا تتحول إلى جحيم لا يطاق خلال فترة الصيف بسبب جذبها لأعداد كبيرة جدا من الحشرات، وبعض أنواع الزواحف الصغيرة، ما يجعل بعضها مصدر خطر وتهديد على السكان. وان كانت بعض الأحياء تستفيد، بمجرد اقتراب دخول فصل الصيف، من عمليات تقليم، وتشذيب هذه الأشجار، بالشكل الذي يجعلها اقل جذبا للحشرات الضارة، فان هنالك أحياء أخرى، لم تمسها هذه العمليات منذ سنوات طويلة، وفيما أن هنالك من السكان من يتطوعون ويشتركون، في هذه الفترة من السنة بالذات، في القيام بعمليات تنظيف حدائقهم، وتقليم أشجارها، وانتزاع كافة الحشائش والنباتات الضارة، التي قد تتسبب في انتشار كبير لعدد من الحيوانات الأخرى، فان آخرين قد لا يبالون بذلك بتاتا، ويتركون الأمور على حالها، رغم أنها تنعكس سلبا عليهم في الأول والأخير. وكما هو معلوم، فان الأشجار عامة، تجتذب الحشرات الضارة من البعوض و الناموس، وغيرها من أنواع الحشرات الطائرة، خلال هذه الفترة من السنة، سيما أثناء فترات الليل، الأمر الذي يتسبب في إزعاج المواطنين، المضطرين إلى ترك نوافذهم مفتوحة، بغية الاستمتاع ببعض الهواء المنعش، أثناء نومهم، ولكن ذلك ما يقض مضاجعهم، خصوصا أن كانت كل الوسائل والمبيدات لا تنفع في القضاء على تلك الحشرات، ويبقى الحل الأول والأكثر نجاعة، هو القيام بعمليات تقليم تلك الأشجار، والعناية بها، وكذا نزع مختلف أنواع الحشائش، وتنظيف تلك المساحات من النفايات والمياه المتجمعة خلالها، سواء المتشربة من قنوات صرف المياه، أو التي يتم إلقائها من شرفات النوافذ، وهو أمر يحصل كثير في العديد من أحيائنا، كما ينبغي تنظيم حملات داخل هذه الأحياء للقيام بعمليات تنظيف واسعة، ليس فيما يتعلق بمحاربة البعض، وإنما أيضا بمحاربة كل أشكال التلوث، وانتشار النفايات والقاذورات، والروائح الكريهة، خدمة لهدف واحد ومشترك بينهم جميعا، وهو تمضية صيف مريح وممتع، لا يعكر صفوه شيء، وربما لن يكون ذلك بالأمر الصعب، ولا ينبغي دائما الاتكال والاعتماد على المصالح البليدة في كافة عمليات التنظيف على مستوى الأحياء، إذ من الضروري جدا أن يتخلص المواطنون من هذه العقلية المتكلة، ويتبنوا العمل التطوعي الجماعي، خلال أيام العطل ونهايات الأسبوع، بالاشتراك جميعا، في تنظيف وإعادة تهيئة أحيائهم، مادام ذلك يصب في مصلحتهم أولا وأخيرا.