في الوقت الذي تشهد فيه درجات الحرارة ارتفاعا محسوسا، بدأت الكثير من العائلات الجزائرية القاطنة ببعض الأحياء الشعبية والفوضوية بالتفكير في اقتناء المكيفات الهوائية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الكريم، الذي سيكون هذه السنة في بداية الأسبوع الثاني من شهر أوت، ويتحدث الكثيرون عن الحرارة الشديدة والمرتفعة التي سيعرفها الشهر الفضيل، كما بدأت المخاوف تغزو قلوب الكثيرين بشأن صعوبة الصيام، على الرغم من أن الجزائريين قد جربوا ذلك فعلا السنة الماضية، إنما مع نهاية شهر أوت، وليس في بدايته، وإن كانت ألسنتهم كلها تدعو الله أن يبلغنا شهر رمضان الكريم في خير، فإن مخاوفهم من الحرارة المرتفعة قائمة دون شك، ما جعل الكثير منهم يفكر بجدية في اقتناء مكيف هوائي، بغية التقليل من درجات الحرارة ومساعدة نفسه وأفراد عائلته على تحملها والصيام في ظروف جيدة. وبالنسبة لبعض الأحياء الشعبية، التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة، أو ببعض الأحياء الفوضوية التي لا زالت منتشرة في العاصمة، حيث لم تمسها عمليات الترحيل الواسعة التي انطلقت بولاية الجزائر قبل فترة، فإن المعاناة قد تأخذ أبعادا أخرى أكبر، فالظروف المعيشية في هذه الأحياء صعبة نوعا ما، وتزداد صعوبة في فصل الصيف، نظرا لطبيعة المنازل المشيدة اعتمادا على أسقف »التارنيت« أو أسقف الزنك والحديد التي تعكس أشعة الشمس بدرجة كبيرة للغاية، وهو ما ينعكس بدوره على الجو العام داخل المنزل، حيث تشتكي الكثير من العائلات القاطنة بالمنازل الفوضوية من الحرارة الشديدة، الأمر الذي يدفعها إلى اقتناء المروحيات أو المكيفات الهوائية بصورة أكبر، وعلى الرغم من أن البعض قد يستغرب أو يستنكر في بعض الحالات وجود مكيفات هوائية في هذه الأحياء، ويعدها من الكماليات التي ليس لهؤلاء السكان ربما الحق فيها، فإن من يدخل إلى واحد من تلك المنازل لا يمكنه أن يستمر لأكثر من 5 دقائق قبل أن يبدأ بالبحث عن منافذ للهواء المنعش والبرودة، وهو ما دفع كثيرا منه إلى تركيب المكيفات الهوائية هذه السنة خاصة بعد تعميم استعمال الكهرباء على هذه الأحياء واستفادة غالبية السكان من عدادات كهربائية شخصية لكل منهم. ويؤكد بعض من أبدوا آراءهم في الموضوع أن الدافع الأكبر وراء اقتنائهم للمكيفات الهوائية هذه السنة دون غيرها، هو تزامن شهر رمضان الكريم مع شهر أوت، واعتقادهم بأنه سيشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، وبالتالي فإن كثيرا منهم لن يتمكن من الصيام في تلك الأجواء، خصوصا من سيمكثون في البيت بسبب عطلتهم السنوية، كما أن هنالك من فكر في أطفاله وفي الظروف المعيشية الصعبة التي يحيونها فلا يمكن تعذيبهم أيضا بتحمل درجات الحرارة التي ترتفع خلال ساعات الليل والنهار على السواء، هذا في الوقت الذي قال البعض الآخر إنهم استسلموا لضغوط زوجاتهم اللواتي قررن ألا يدخلن المطبخ، إلا في ظل وجود مكيف هوائي يعمل طوال ساعات النهار، ويخفف قليلا من درجات الحرارة ومشاق الصيام، إذ لا يمكنهن بأي حال من الأحوال تحمل حرارة الصيف وحرارة المطبخ في نفس الوقت، ورغم أن أسعار المكيفات الهوائية لا تقل عن 4 ملايين سنتيم، إلا أن ذلك لم يمنعهم من تخصيص ميزانية معتبرة له طيلة الأشهر الماضية، أما بالنسبة للأسرة التي يعمل فيها أكثر من شخص أو شخصين فإن الأمر لا يحتاج إلا لتضامن هؤلاء وجمع المبلغ المالي بالاشتراك فيما بينهم جميعا. وعليه فمن المنتظر أن تشهد العديد من الأحياء الفوضوية انتشارا مكثفا للمكيفات الهوائية، وفيما يعاني سكان الأحياء الأخرى من تعليمات منع نصب المكيفات الهوائية في العمارات أو في أماكن تكون ظاهرة للعيان، فإن هؤلاء لن يعانوا من هذا الأمر، وستبدو المكيفات الهوائية مثلما بدت الهوائيات المقعرة قبل ذلك، مصوبة بكثرة وبشكل فوضوي في كل مكان، كما سترتفع نسبة استهلاك الكهرباء بالنظر إلى الاستعمال المتواصل والمتزايد لأجهزة التكييف والتبريد، وكل ذلك في سبيل قضاء شهر رمضان مريح، والصيام والقيام في ظروف طبيعية خاصة وأن كثيرين لم يجربوا بعد وبصورة جدية معنى الصيام في عز الصيف.