بعد أسبوع من دخول "الترامواي" الخدمة لا تزال الكثير من الأسئلة والاستفسارات تطرح من المواطنين الراغبين في ركوب هذا القطار الذي يجوب شوارع المدينة، ويجنبهم الازدحام، والحافلات المكتظة، لكن التخوف من وقوع حادث جعل المديرية العامة "ايتوسا" توزع بطاقات "استعمال" وجعل الأولياء يرافقون أبناءهم إلى المدارس. مصطفى مهدي لأنه لم يكتمل بعد، ولأن الكثير من النقائص قد سجلت في الخط الذي تم افتتاحه الثامن من ماي الماضي، فإنّ الكثير من العائلات التي تسكن بالمكان، او بالقرب من باب الزوار إلى برج الكيفان، او التي يدرس أبناؤها بمحاذاة القطار، الكثير منها فضلت أن ترافق أبناءها إلى مدارسهم يوميا، وفي خرجاتهم، خاصّة منهم تلاميذ المدارس الابتدائية والمُتوسطات، ولم يكتفوا بالتوصيات التي يعلمون أنها قد لا تفعل سوى أن تزيد الأبناء فضولا، وربما حبّ المغامرة على خط "الترامواي" الجديد، حتى أنّ الكثير من المواطنين فضلوا لو لم يُفتح هذا الخط إلاّ بعد أن يتم انجازه كليا، او على الأقل وضع كلّ الاحتياطات، وعدم الاكتفاء ببطاقات وتحذيرات على وسائل الإعلام، تقول لنا زهية، مواطنة تسكن ببرج الكيفان: "جميل هذا الترامواي الذي يمكن أن يخفف من حركة المرور الخانقة، خاصة وأننا عشنا أشهرا سوداء عندما كانت الأشغال سارية، حيث أنّ الازدحام كان على أشده، ولو أنّ المشروع اكتمل لكان أحسن، لكن لا بأس، لا يمكن أن نطالب بكل شيء في آن واحد، وكما يقول المثل:لي يحب الشباح ما يقول اح" المهم أنّ هناك نية في العمل، وفي إنجاز مشاريع، وهذا هو الأهم". السيدة عائشة من جهتها بدت ناقمة على المشروع تقول:" انتظرنا سنوات، وعشنا في مأساة، وفي الأخير ننتهي إلى هذا المشروع غير المكتمل، والذي يهدد حياتنا وحياة أطفالنا، ويجعلنا نمنع على أطفالنا حتى الخروج إلى الشارع خوفا من أن يصدمهم ذلك "الترامواي" الخطير، كان أجدر بهؤلاء القائمين على المشروع أن ينتظروا إلى أن يُنهوا مشروعهم ويضعون كلّ الوسائل التي تضمن سلامة المُواطنين قبل أن يُشغلوه، ولا بأس إن كان تأخر سنتين أو ثلاث سنوات، فلا أحد من المواطنين انتظر أن يتمّ إنجازه في الوقت المحدد، ولا داعي لأن نُوهم الناس بأنّ الأمور تسير ويكون المقابل وضع حياتهم في خطر". أمّا المديرية العامة ل"ايتوزا" فقد وزعت بطاقات لتنبه المواطنين إلى مخاطر "الترامواي" من مثل أن يحترم السائقون إشارات المرور، وأولوية الترامواي لدى مروره، وكذلك بالنسبة لسائقي الدراجات النارية والهوائية، والذين عادة ما يمرون مسرعين، دون الانتباه إلى ما قد يشكله "الترامواي" عليهم، هذا بالإضافة إلى تحذير الأطفال وحتى المارة من العبور من على الخط المخصص للترامواي، دون استعمال المعابر المخصصة لها، إضافة إلى شروح للافتات الجديدة التي ترافق استعمال الترامواي من طرف المواطنين الراجلين وسائقي السيارات والحافلات، لافتة تطالب بتخفيف السرعة عند الاقتراب من الترامواي، وأخرى باللون الأزرق للحث على التأكد من خلو الطريق قبل عبور منصة الترامواي".