الكثير منا انتظر انطلاق أول بطولة احترافية في الجزائر، لكن فرضتها علينا الفيفا التي أرغمت الاتحاديات الكروية - بما فيها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم - على لباس يسمى بالاحتراف أو البقاء طول عمرنا هواة، وخوفا من حلم البقاء هواة إلى أجل بعيد وبقوة القانون المفروض القاضي بشرط الاحتراف على النوادي إن هي أرادت أن تشارك في البطولات الإقليمية والقارية، والعالمية، فقوة القانون بإمكانها أن تغير الكثير من الأوضاع في العالم الثالث· الخضر وعودة الحلم: نأسف لحالنا هذا حين نتيقن أننا نمتلك من الطاقات ومن الموارد المالية والبشرية ما يؤهلنا لأن نكون ضمن أفضل البطولات المحترفة في العالم، ومن المتواجدين الدائمين على مختلف منصات التتويج، هناك من يربط هذا التأخر بما مرت به البلاد، لكن الحق المداس أنهم لم يلتفتوا بجد إلى الرياضة إلا بعد أن رسم المحاربون تلك اللوحة الفنية بعد تأهلهم إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا، وكيف أخرجوا الجماهير إلى الشارع وكيف تعلق الجميع بالأعلام الوطنية · الاحتراف الحقيقي: لا يجب أن نجعل اللاعب وحده حاملا لواء الاحتراف بل الإدارة أيضا مطالبة بتغيير سياساتها التقليدية في التسيير ومطالبة بتحسين ذهنيتها، فكفانا ما نقرأه على صفحات الجرائد من نشر للغسيل وتبادل للتهم، ومن إقالات للمدربين وإضرابات اللاعبين احتجاجا على عدم تلقي الأموال أو على التدخل في الصلاحيات· الاحتراف ليس القائمة الأساسية للفرق فقط بل هناك قائمة احتياطية أيضا، وهناك من اللاعبين من لا يلعب لنصف الموسم أو الموسم كله بسبب تواجد عدة لاعبين مميزين في نفس المنصب الذي يلعب فيه، ويصبح بذلك لاعب الاحتياط لاعبا بطالا أو لاعبا محترفا على الورق فقط، فحبذا لو تكون هناك بطولة وطنية للاحتياطيين تمكنهم من مسايرة المنافسة وتمنحهم الجاهزية للعب في القائمة الأساسية في أي وقت، وهذا ليس بالأمر الجديد بل هو مطبق في كثير من البلدان العربية والأجنبية· الاهتمام بالفئات الصغرى جزء من وصفة النجاح لضمان الاستمرارية فقد شهدت المنتخبات الوطنية للفئات الصغرى خروجا جماعيا من مختلف المنافسات هذا الموسم، والأسباب يعرفها الجميع: الاحتقار وعدم توفير الإمكانيات المالية والبشرية التي تليق وتسمح بحصد النتائج الإيجابية، فإنشاء بطولة وطنية لمختلف الأصناف مع المتابعة الميدانية للفرق والمواهب من شأنه أن يكون خزانا وطنيا للفرق الوطنية· الجماهير أيضا مطالبة بتحسين أدائها فوق المدرجات والبحث عن طرق حضارية للتشجيع والاحتجاج· أخيرا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مطالبة بتوفير الدعم المستمر على أساس برنامج من أجل إنجاح الاحتراف، كتكوين المدربين والحكام، والأطباء، وكل من له علاقة بكرة القدم، وتسجيل كل العوائق والمشاكل التي صاحبت البطولة من أجل دراستها وتفاديها في العام المقبل، عملية التقييم بعد كل جولة ونهاية الموسم أكثر من هامة، من أجل ربح الوقت، كما أن قوانين الاتحادية مطالبة بأن تكون مسايرة لهذا الاحتراف لدرء النقص الواضح فيها· العضو: كريموفيتش/ منتدى كرة جزائرية