بعض »الأشقّاء« العرب يترصّدون تعثّرات المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم بذات الطريقة التي تترصّد بها وكالة الاستخبارات الأمريكية تحرّكات المشتبه فيهم، ومع ذلك لا يمتلكون الحدّ الأدنى من الجرأة على التعبير عن كراهيتهم للجزائر وتمنّياتهم بهزيمتها. وقبل أيّام سمعنا أحد هؤلاء الذين يزعمون تشجيع الجزائر في المونديال يقول للجزائريين »خسرتم«، ليعود بعد التعادل الثمين أمام منتخب إنجلترا ليقول »ربحنا«، وليظهر بمظهر السعيد بالفوز الجزائري. والحقيقة أنه لا أحد غير اللّه يمكنه الاطّلاع على سرائر عباده ومعرفة المنافقين منهم، لكن يمكن للمرء أن يتلمس علامات النّفاق وسوء الأخلاق في كلام كثير من »الأشقّاء« الذين رقصوا فرحا بعد هزيمة الجزائر أمام سلوفينيا وتوقّعوا هزيمة مذلّة للمنتخب الجزائري أمام إنجلترا، قبل أن »يشيدوا« بالأداء البطولي ل »الخضر« في موقعة »كاب تاون« الذي أسقطت أوراق التوت عن عورات بعض أشباه المحلّلين الحاقدين الذين لا يفرّقون بين التحليل الكروي الموضوعي الذي يفترض أن كلّ شيء ممكن في كرة القدم، وبين الحقد الأعمى المترجم في تحاليل غير موضوعية. قبل أسابيع قليلة، صرّح واحد ممّن يسمّون أنفسهم بالمحلّلين الرّياضيين العرب من أبناء دولة مصر، قائلا: »خذوها على مسؤوليتي.. الجزائر سوف تخرج من المونديال بصفر نقطة«، وحين قيل له إن الجزائريين قد أغضبهم تصريحك هذا، ليس لأنهم يشعرون بأنهم سيفوزون بكإس العالم، فذلك حلم بعيد المنال، وإنما لأنهم يعرفون كرة القدم، ويعرفون أنه مهما كانت قوّة المنافسين فإن كلّ شيء ممكن في الكرة. لكن المحلّل إيّاه وأشباهه كثيرون، عاد ليتحدّث بكلّ ثقة مجدّدا تكهّناته التي جعلها يقينية قائلا إنه متأكّد من خسارة »الخضر« لمبارياتهم الثلاث. وحين انتزعت الجزائر نقطة التعادل من أمام أقوى منتخبات المجموعة، والمرشّح الأوّل للتتويج بالكأس العالمية، تمنّيت أن أشاهد وجه »المحلّل الكبير« لأردّد على مسامعه عبارة يردّدها الجزائريون كثيرا بعد تعادلهم التاريخي أمام إنجلترا.. يقولون فيها: »فليخرس الحاقدون«.