الفلسطينية زهى حمدان أم سوسن : قصة إرادة تحدت الصعاب وحققت ذاتها المرأة الفلسطينية عاشت تاريخها المعاصر وفق الوقائع التي صنعتها الظروف المعقدة والناجمة عن احتلال الأرض والمتغير السياسي بعضهن استسلمن وانزوين ولم يسمع عنهن وبعضهن يعشن كالغالبية الساحقة دون ضجيج وصورهن تظهر عند الجنائز بانكسار موجع على من غادروا وقلة منهن حفرن في الصخر ووصلن الليل بالنهار من أجل أن يعلقن المقام على أعلى السارية ويشغلن في المجتمع دوراً يكنَّ فيه مؤثرات ورائدات. ومن هؤلاء زهى حمدان الملقبة باسم أم سوسن أو لنقل المرأة التي تحدت الرجال والصعاب أيضا وبنت نفسها بنفسها حيث بدأت قصتها يوم وفاة زوجها وقد روت بعض تفاصيلها ل أخبار اليوم قائلة: بدأت القصة من يوم وفاة زوجي حيث تمّ إخراجي من مأواي الوحيد بيتي وكان عندي طفلتين صغيرتين في عمر سنة وثلاث شهور وفي عمر سنتين ونصف بعد إخراجي من بيتي.. ذهبت للعيش في مسكن للأيتام ومن ثم بدأت بالعمل لأعيل الطفلتين عملت في محل للألبسة بعد عملي في محل الملابس وجهوني بعض الأصدقاء أن اذهب لتسجيل ابنتيّ في مؤسسة لدعم الأيتام وطرح عليا مدير المؤسسة الأستاذ نبيل علقم أن أعمل في بيتي وأبدأ بالتطريز ومن ثم عملت بمؤسسة تختص بالتراث ثم بعد إغلاق المؤسسة بدأت بالبحث عن عمل آخر.. وجدت عملاً في محل مطرزات عملت به لمدة 5 سنوات فاكتسبت الخبرة والمعرفة ثم حصل خلاف بيني وبين صاحب المحل فتم طردي من العمل فلجأت إلى الأستاذ نبيل علقم مرة أخرى وطرحت عليه ان نتعاون لفتح محل بحيث يعمل على تمويل المحل وأنا أعمل به فتم فتح المحل بدأت بالصعود لأصل إلى ما أنا عليه فأصبح لدنيا عدة محلات في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرت عملاً لأكثر من 250 سيدة فلسطينية غير قادرة على العمل خارج بيتها أصبحت ممثلة نادي سيدات ورجال الأعمال الإماراتي في فلسطين حصلت على اكثر من 40 درع وتكريم من مؤسسات حكومية ومؤسسات خاصة وقعت عقد مع وزارة الثقافة وأصبحت امينة صندوق في جمعية أجاويد الخيرية.. وتضيف قائلة: لم يرهقني في حياتي تعب الجسد بقدر ما أرهقتني أحلامي الكبرى التي لم يتحقق منها إلا ألقليل وأمنيتي أن أغمض عيني وأفتحها وأجد العالم كله يعيش بأمن وسلام . وفي الأخير وجهت صاحبة الابتسامة والمكافِحة التي تحدت الرجال والصعاب أيضا وبنت نفسها بنفسها تحية للشعب الجزائري على مودتهم وحبهم الفياض للشعب الفلسطيني وأيضا ل أخبار اليوم على استضافتها.