ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة بالجرائم التي يرتكبها النظامُ السوري ضد المواطنين المحتجين في كافة مدن وأرياف سوريا، لكنه مع ذلك شدد على أهمية المحافظة على سلمية الثورة وعدم اللجوء إلى السلاح. وأكد الاتحاد في بيان صدر امس رفضه لأي تدخل أجنبي غير إسلامي، وحذر من الوقوع في فخ لعبة الطائفية التي يروجها النظام ليشرذم الجهود ويحول الثورة إلى اقتتال طائفي. وذكر الشيخ القرضاوي والأمين العام الشيخ القره داغي في البيان ان الاتحاد يقدر "الموقف الأخلاقي السامق للشعب السوري المطالب بحريته في وجه آلة الظلم والجور والاستبداد العاتية وصبره على الأذى في سبيل ذلك، وأن ذلك يرقى إلى أعلى درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". واكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على وجوب دعم ومؤازرة الشعب السوري في محنته، ودعا إلى دفع الصدقات وزكاة المال للمتضررين الذين فقدوا المعيل، باستشهادهم أو اعتقالهم أو ملاحقتهم، مذكرا المسلمين بأنهم في "شهر الخير والعطاء". وحمل بيان اتحاد العلماء المسلمين تنديدا عالي اللهجة بالتضليل والتعتيم الإعلامي الذي يمارسه النظام لتزوير الحقائق التي تجري في سوريا، قائلا إن الحكومة عمدت إلى مصادرة أجهزة الهاتف المحمول وكاميرات الفيديو التي تجدها مع الشعب لإخفاء الحقائق التي أصبحت مكشوفة مهما حاول النظام إخفاءها والتستُّر عليها. وأشاد الاتحاد بالبيان الصادر من دول مجلس التعاون الخليجي وبالخطوة السعودية في استدعاء سفيرها في دمشق للتشاور، وتوجه بالشكر للملك السعودي على موقفه هذا في مساندة الشعب السوري وتأييده لمطالبه العادلة أملا أن تتبع هذه الخطوة خطواتٌ أخرى تهدف إلى رفع غطاء الشرعية عن النظام السوري وعزله وإضعافه والعمل بكل الوسائل الدبلوماسية وممارسة كل أنواع الضغط السياسي والاقتصادي والإعلامي والمعنوي عليه حتى يستجيب لجميع مطالب الشعب السوري. كما أشاد بتحرك الرئيس التركي أردوغان في الأزمة السورية. وطالب الاتحاد منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بأن "تخرجا من صمتهما القاتل، وتقوما بواجبهما نحو الشعب السوري الذي تُقمع إرادته، ويٌقتّل أبناؤه جهارا نهارا، وتقام المجازر دون استحياء". ودعا الاتحاد الشعوب الإسلامية والعربية، لمساندة الشعب السوري، والشعب اليمني، والشعب الليبي، بالمظاهرات السلمية المؤيدة لهم، وبالدعاء والقنوت لهم بالنصر العاجل. وختم البيان بالدعاء للشعب السوري بالنصرة وكل الشعوب التي تقاوم الظلم في أرضها، وأشاد بصمود الشعب السوري وحثه على المزيد من الصبر والصمود.