قال الدّاعية الشيخ مصطفى بن عبد الرحمن أحد تلاميذ رئيس جمعية العلماء المسلمين المرحوم الشيخ عبد الرحمن شيبان، في خطبة جماهيرية مؤثّرة من على منبر جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة، إنه ما زال يحفظ عن ظهر قلب الوصية التي طلب منه المرحوم إخراج ورقة وقلم وكتابتها باسمه الخاص وهو على فراش المرض بمصحّة (الشفاء) بحيدرة قبل 48 ساعة من وفاته، وكيف أن الرجل بقي وفيا لمبادئ الجمعية وحريصا على مواصلة رسالتها وحمل مشعلها الذي يعود الفضل فيه إلى العلاّمة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه اللّه في الجزائر وعبر العالم· ويواصل الخطيب متأثّرا وهو يقرأ نصّ الرسالة التي علّق عليها بتسمية الوصية الأخيرة، أن الشيخ شيبان أقسم على مواصلة العمل على نشر أصول المجد في الدنيا والسعادة في الآخرة، وهذه الأصول هي الدين والعلم والعدل والشرف والوحدة، وهي تضمن الدين كلّه - حسب ما جاء في نص الرسالة الوصية - التي تحصّلت (أخبار اليوم) على نسختها الأصلية· وبعد أن عدّد خصال الرجل العلاّمة وسرد نبذة عن تاريخه وأمجاده وما قدمه للإسلام والمسلمين، ختم الشيح مصطفى بن عبد الرحمن خطبة الجمعة برفع الدعاء وهو يردّد آخر مقطع حملته وصية الشيخ قائلا: (هذه الخصال تضمن الدين كلّه، والذي حين نحافظ عليه فقد حافظنا على كلّ شيء، فحافظوا على جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تضمنوا هذه الغايات بحول اللّه تعالى)· للتذكير، فقد انطلقت مجموعة من الحافلات وموكب سيّارات خاصّة من محبّي الشيخ وأتباعه من عاصمة الجسور المعلّقة قسنطينة إلى مدينة البويرة للمشاركة في الموكب الجنائزي المهيب، وقد ترأس الوفد ممثّل وزير الشؤون الدينية الأستاذ يوسف عزوزة مدير الأوقاف لولاية قسنطينة ومجموعة من مشايخ وأعيان المدينة وممثّلين عن السلطات المحلّية·