تحوّل نشاط اغلب الطاولات التجارية عبر أسواق العاصمة قبل العيد وقبيله بأيام إلى المتاجرة في أدوات النحر، وكل مستلزمات الطبخ ومختلف الأواني التي تحتاج إليها المرأة في عيد الأضحى ناهيك عن أجهزة الشي وكذا عيدانه مما خلق أجواء مميزة عبر أسواق العاصمة، والتي تلوح باقتراب العيد المبارك حتى أن البعض عجز عن اقتناء بعض الأغراض الأخرى بعد أن اتجهت اغلب الطاولات إلى عرض مستلزمات العيد وحاجياته على رأسها أدوات النحر بأبسط جزئياتها والأواني المستعملة هي الأخرى في اليوم الأول من العيد على غرار المقلاة ومختلف أنواع القدور. مما يؤكد أن اغلب شباننا باتوا يتحينون المواسم من اجل الاسترزاق على غرار المواسم الدينية ولم يقتصر انتشار تلك الطاولات العارضة لمستلزمات النحر بمحاذاة الأسواق بل ملأت جل الشوارع والأزقة وحواف الطرقات مثلها مثل طاولات الألعاب النارية التي تملا جل الأماكن بمناسبة المولد من كل عام، وتفاعل الكل مع هؤلاء الباعة وهبوا إلى اقتناء اغلب المستلزمات من عندهم للتزود بها مرة ولمساندة هؤلاء الشبان مرة أخرى. كمال، 22 عاما، شاب اختار بيع مستلزمات النحر قبيل العيد التقيناه ببئر توتة وهو يعرض السكاكين والسواطير وآلات الشي مختلفة الأحجام، وكذا عيدان الشي ولم ينس حتى تلك الخشبة الغليظة المستعملة في تقطيع اللحم أو كما يطلق عليها بالعامية "القرضة" وهي عادة ما تستعمل في تقطيع اللحم للتقليص من دوي ضربات الساطور وكذا المحافظة على بلاط البيت وتفادي تكسيره. اقتربنا منه للاطلاع عن دوافع نصبه لتلك الطاولة في مفترق الطرق فقال أن إقبال الناس على تلك المستلزمات يزداد في الساعات الأخيرة قبيل العيد مما أدى به إلى توفير كافة الحاجيات المستعملة في العيد، ووجد اقبالا كبيرا عليها من طرف الزبائن خاصة وانه وفر مقتنيات لا يجدها الزبون في طاولات أخرى على غرار "القرضة" المستعملة في تقطيع لحم الكبش الذي كان الإقبال عليها واسعا بالنظر إلى أهميتها في المناسبة الدينية ويكون سعرها تبعا لحجمها ليبدأ من 400 إلى 500 دينار لاسيما وانه يعرض الجيدة منها مما زاد من تهافت الكل عليها. شاب آخر التقيناه بسوق بن عمر الذي تحولت معظم طاولاته التجارية إلى بيع أغراض العيد بحيث تحول إلى شبه مذبح أو "باطوار" فحتى تلك التي كانت تعرض الملابس راح تجارها إلى تحويل تجارتهم بما تحكمه المناسبة قال محدثنا انه بالفعل كان يعرض خمارات للمتحجبات إلا انه وما إن اقترب العيد حتى راح ينشط في بيع مستلزمات الذبح إلى جانب أواني البيت وكان هدفه ازدهار مداخيله كون أن اغلب الزبائن يحولون اهتمامهم إلى التحضير للمناسبة بدليل إقبالهم الكبير على السوق لذات الغرض. والوضع هو واحد بأغلب أسواق العاصمة التي ظهرت تعج بالزبائن، وكان اتجاههم طاولات بيع مستلزمات النحر من سكاكين وسواطير وكل ما يلزمهم في اليوم الأول من العيد وما ساعدهم هو توافق معظم الطاولات وتماشيها مع طبيعة المناسبة.