نظّمت مؤسسة فنون وثقافة الأربعاء الماضي، تحت إشراف الشاعرة القديرة فوزية لارادي ندوة نشطها الدكتور الشريف مريبعي، قدّم فيها كتابه حول الشاعر الشهيد الربيع بوشامة. الكتاب جاء تحت عنوان »الشاعر الشهيد الربيع بوشامة.. حياته وأثره«، وهو يحمل مقاطع من سيرة الشاعر ومناقبه، بالإضافة إلى بعض الأبيات الشعرية التي ألّفها. ويتحدّث الدكتور مريبعي عن سبب اختيار الشاعر بوشامة يقول إن الفكرة جاءته منذ أيّام الدراسة والإعداد لشهادة الدكتوراه، حيث أنه أراد أن يتعّمق في حياة الشاعر لكنّ أسبابا عرقلته حينها ومنعته من أن يفعل، وانتظر بالتالي سنوات أخرى، ليجد نفسه يبحث ويتعمّق في حياة الشاعر، حيث أنه جمع المادة من مسقط رأسه والتقى بأقارب ومقرّبين منه، وجمع أبياتا كثيرة ألّفها الشاعر خاصّة في الفترة التي سبقت الثورة الجزائرية. ويقول الدكتور مريبعي عن شعر بوشامة وأهمّ الخاصيات التي وجدها فيه، حيث أن شعره كان سابقا لعصره أو على الأقلّ فإنه أوّل من كان يدعو إلى الثورة والنهوض ضد المستعمر الغاشم، فكان يخاطب فرنسا بلهجة الثائر الذي لا يرضى بغير التحرّر من قيودها، وهذا في حدّ ذاته، يضيف الدكتور، أمر لابد من الوقوف عنده والتأمّل فيه، وقد تحدّث الدكتور عن حياة الشهيد العلمية والثورية، حيث أنه حفظ القرآن في قريته، قبل أن ينتقل إلى قسنطينة فيتعلّم على يد الشيخ بن باديس، ويغادر بعدها إلى تونس ويعود إلى الجزائر ويؤلّف أبياتا كلّها حماسة وثورة. وقد تحدّث الدكتور مريبعي كذلك عن شاعر وشهيد آخر وهو عبد الكريم العڤون، وقد أبدا نيّته في أن يؤلّف لكلّ شهيد أديب كتابا خاصّا يذكّر فيه بمناقبه وأدبه، وهو واجب علينا، يقول الدكتور، اتجاه كلّ من ساهم في خدمة الوطن بالسلاح والقلم. وقد حضر الندوة السيّد سفير لخضر صاحب دار النّشر التي تكفّلت بطبع الكتاب، يقول إن المشروع وقبول الكتب لم يتطلّب منه وقتا أو تفكيرا، بل إنه وافق على الفور، خاصّة وأن الأمر يتعلّق بتاريخنا وبأسماء صنعت تحرير الجزائر من أيدي الاستعمار الغاشم. يذكر أن الأمسية هي الأخيرة بالنّسبة لبرنامج أربعاء الكلمة للموسم الثقافي 2009-2010، وسيتمّ حفل الاختتام يوم الاثنين القادم بفضاء مؤسسة فنون وثقافة الكائن بشارع »ديدوش مراد«، وسيكون هناك تقديم للشعر وندوات وحتى هدايا ستوزّع على الحضور.