أعلن رئيس الجمهورية الصحراوية المحتلّة الأمين العام لجبهة البوليزاريو السيّد محمد عبد العزيز عن تأسيس دائرة التفاريتي بالأراضي المحرّرة من الجمهورية العربية الصحراوية، وذلك بمناسبة انعقاد الجلسة الخاصّة للمجلس الوطني الصحراوي. وأوضح رئيس الدولة: »نعلن عن التأسيس الرّسمي لدائرة التفاريتي المحرّرة فوق ربوع التراب الوطني المحرّر، المخضّب بدماء الشهداء الأبرار والمزيّن بملاحم وبطولات ومآثر جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي يرابط اليوم كما بالأمس، والأصبع على الزّناد ذودا عن حرمة الوطن وسيادة البلاد وكرامة هذا الشعب الأبيّ«. وأكّد عبد العزيز أن تأسيس دائرة التفاريتي له الكثير من المعاني والدلالات، »لعلّ أبرزها تكريم رئيس المجلس الوطني الرّاحل الذي كان مصرّا على إقامة صرح المؤسسة التشريعية الصحراوية فوق التراب الوطني المحرّر«. وأضاف أن جلسة تنصيب السيّد خطري ببلدة التفاريتي المحرّرة »وهي تعيد ترتيب البيت من جديد وتنصّب رئيسا جديدا للمجلس الوطني الصحراوي إنما تضع بصمتها في المجهود الوطني الشامل لتكريس الاستمرارية والوفاء والمضي قدما على نفس الدرب الذي سار عليه المحفوظ أعلي بيبا وسائر شهداء قضيتنا العادلة، في خضّم معركة التحرير والبناء الوطني«. وهنّأ رئيس الدولة الصحراوية المحتلّة خلال كلمته رئيس المجلس الوطني الجديد، »متمنّيا كلّ التوفيق والنّجاح لهذه المؤسسة العتيدة التي تجسّد اليوم رمزا من رموز السيادة الوطنية وإطارا للنضال والكفاح من أجل الحرّية والاستقلال وفاعلا مباشرا، إلى جانب المؤسسة التنفيذية في تسيير الشأن الوطني«. للإشارة، تضمّ دائرة التفاريتي بلديات بالتراب الوطني المحرّرة مثل أمهيريز، أبير تغيسيت وبئر لحلو ضمن ترسيم الوحدات الادارية كما أقرّها المجلس الوطني في دورته التشريعية. من جهة أخرى، سجّل الرئيس الصحراوي بتقدير واعتزاز الوقفة الوطنية الشاملة لكلّ أبناء الشعب الصحراوي في توديع المحفوظ أعلي بيبا، مؤكّدا أن الهبّة الشعبية والرّسمية العارمة بعد وفاة الفقيد »إنما تؤكّد الوفاء لعهد الشهداء«. وقال رئيس الدولة في كلمة ألقاها أمام المجلس الوطني الصحراوي في جلسة تعيين رئيس المجلس الجديد: »نسجّل بكلّ اعتزاز وتقدير هذه الوقفة الوطنية الشاملة لكلّ بنات وأبناء الشعب الصحراوي، بدون استثناء، والذين أبوا إلاّ أن يودّعوا الرّاحل المحفوظ أعلي بيبا بكلّ ما يستحقّه من احترام وتقدير وما يليق بمقامه في قلوبنا جميعا ومكانته ومسيرته النّضالية الزاخرة«. وأضاف بالقول: »إننا لعلى ثقة ويقين بأن هذه الهبّة العارمة شعبيا ورسميا إنما تؤكّد أن ذلك الوفاء لعهد الشهداء وتلك المبادئ والقيم والأخلاق والمثل التي تميّز بها الفقيد وتلك الأهداف التي تشبّث بها حتى آخر يوم من حياته سوف تتجذّر وتتعمّق وتخلّد في نفوس ووجدان وأذهان الصحراويات والصحراويين عامّة والأجيال الصاعدة خاصّة«. وأعرب السيّد رئيس الجمهورية في كلمته عن تقديره واعتزازه برسائل التعزية والمواساة والتضامن والمؤازرة التي تهاطلت على الشعب الصحراوي من كلّ أصقاع الدنيا، من الرؤساء والحكومات والبرلمانات والأحزاب والمنظّمات والجمعيات والشخصيات، معبّرا »عن كبير الفخر والامتنان والارتياح إزاء المواقف المعبّر عنها، خاصّين بالذّكر هنا الجزائر وموريتانيا«. وأكّد رئيس »أن الشعب الصحراوي المكافح، المؤمن بعدالة قضيته، المتشبّث بأهدافه الوطنية والمصرّ على انتزاع حقوقه المشروعة، وعبر مسار كفاحه البطولي لا يكتفي بتجاوز مثل هذه التجربة المريرة بروح الإيمان والصبر والجلد، لكنه يجعل منها نقطة تحوّل وتصعيد في معركته السامية من أجل الحرّية والكرامة والوجود«.