يعاني سكان ولاية الشلف الأمرين في المدة الأخيرة منذ دخول موسم الصيف المرفوق بموجة الحر الشديد التي اجتاحت المنطقة ككل، ما دفع الكثير من مواطني الولاية إلى البحث عن كيفية التخفيف من الحر الشديد فأضحى الشغل الشاغل للسكان هو كيفية الحصول على المكيفات الهوائية، وحولت وجهتهم نحو المحلات المتخصصة في بيع الأجهزة الكهرومنزلية التي انتعشت بها المبيعات بشكل ملفت للانتباه وأضحى الطلب على أنواع المكيفات من مختلف الأحجام وهو ما جعل أثمان هذه الأجهزة تعرف ارتفاعا كبيرا، وقفنا ببعض نقاط بيع المكيفات الهوائية فلمسنا طلبا كبيرا على كل أنواع المكيفات وأيضا على المروحيات التي ارتفع شأنها هي أيضا رغم أن نجاعتها في تخفيف درجة الحرارة أثناء الحر الشديد تكون غير كافية، وأثناء جولتنا بمختلف أروقة بيع هذه الأجهزة وجدنا بأن الأثمان ارتفعت بشكل ملفت للانتباه، وحسب العارفين بخبايا الأثمان فإن جهاز 24 ألف دينار ارتفع ثمنه بنسبة 50 % أي من 24 ألف دينار إلى 36 ألف، وجهاز 30 ألف دينار ارتفع بنفس النسبة وصار ثمنه 45 ألف دينار ولا تنطبق هذه الأسعار على المكيفات فقط بل تعدت ذلك إلى المروحيات التي لا تنفع في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، كما انتقلت العدوى أيضا إلى كل المكيفات بأنواعها، وأيا كان مكان صنعها محلية أم مستوردة، صينية أم ألمانية، ورغم ذلك تعرف هذه النقاط إقبالا واسعا للمواطنين الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على شرائها حتى وإن ارتفعت أسعارها بشكل رهيب للغاية، كونهم لا يملكون في أيديهم حلا آخر لمواجهة الحرارة الشديدة، خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان المعظم. وانتهز عدد من الباعة حاجة المواطن الماسة إلى أجهزة التكييف والتبريد، فعقدوا وضعيتهم أكثر مما عقدتها درجات الحرارة المرتفعة، وأضحت عمليات زيادة الأثمان ورفعها إلى السقف الشغل الشاغل لهم، وحتى البيع بالتقسيط الذي كان معتمدا من قبل ألغي بسبب الطلب الكبير ونقص المادة حسب التجار، الذين أرجعوا ارتفاع أثمان هذه الأجهزة في هذه الفترة إلى ارتفاعها بنقاط البيع بالجملة تضاف لها مصاريف النقل والأتعاب. وفي كل الحالات يبقى المواطن هو الضحية، هو من يدفع فاتورة كل الظروف في كل مناسبة يستغلها التجار، وإذا كانت المساومات في هذه الفترة هي على المكيفات الهوائية فقد كان قبلها وتزامنا ودورة كأس العالم التي أجريت بجنوب إفريقيا على الهوائيات المقعرة والرقمية التي عرفت هي الأخرى رواجا كبيرا وارتفاعا محسوسا في الأسعار بسبب ولع العديد من المواطنين بكأس العالم ورغبتهم في مشاهدة أكبر تظاهرة كروية في العالم مع مشاركة الفريق الوطني الجزائري بها في ظروف حسنة، وبعد دخول فصل الصيف تحولت المضاربة إلى المكيفات الهوائية، بانتظار تحولها أيضا بعد انتهاء شهر رمضان الكريم وحلول فصل الشتاء إلى المدفآت وغيرها من الأجهزة الأخرى، ليكون المواطن المسكين المغلوب على أمره الضحية الوحيد لكل ذلك.