تعيش الدبلوماسية الجزائرية في الأيام الأخيرة على وقع حركية كبيرة، تعكس إرادة الدولة الجزائرية، وعلى رأس السيد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية، على إعطاء دفع قوي للعلاقات التي تربط الجزائر بمختلف بلدان العالم، وإضافة إلى استقبال عدد من كبار مسؤولي الدول، مثل الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير خارجية إيطاليا، فقد استقبل رئيس الدولة عددا من السفراء الجدد لدول مختلفة. لا يختلف اثنان في الجزائر وخارج الجزائر على كون الرئيس بوتفليقة هو أهم سفير للجزائر الآن، فحنكته الدبلوماسية الكبيرة جعلت منه أهم دبلوماسي في البلاد، وأعطت لصورة الجزائر في الخارج الكثير من الإشراق والحيوية، وليس غريبا أن يكون النشاط الخارجي للرئيس مكثفا، وهو الحريص على جودة علاقات الجزائر بالعالم الخارجي، وما مشاركة بوتفليقة في قمة الثمانية الكبار قبل أسابيع إلا دليل على المكانة التي باتت تتبوؤها الجزائر منذ وصوله للحكم. ومن استمع أمس إلى تصريحات مختلف السفراء الجدد الذين استقبلهم الرئيس بوتفليقة يدرك نجاح الدبلوماسية الجزائرية في تغيير صورة الجزائر في نظر المجموعة الدولية بشكل عام. واستقبل رئيس الجهورية أمس سفراء جدد لبعض الدول منها: البيرو، الدانمارك، السودان، اليمن، غانا، مالي، وقد أجمعوا في تصريحاتهم على جودة علاقة بلدانهم بالجزائر وضرورة دعمها، فالسفير العراقي الجديد السيد عدي موسى عبد الهادي الخير الله أكد عمق العلاقات الجزائرية العراقية مجددا حرصه على تعزيزها. وبعد وصفه للقائه برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بالمثمر أوضح أن "الرئيس كان يسأل عن كل شىء وهو ما يؤكد، حسبه، حرصه واهتمامه بكل القضايا العربية". وأضاف السيد عدي موسى عبد الهادي الخير الله في تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية "اننا من جهتنا أكدنا على العلاقات القديمة والطيبة التي تربط الشعبين الجزائري والعراقي". وأوضح أن "الجزائر تعتبر البوابة الغربية للعالم العربي مثلما تعتبر العراق البوابة الشرقية له وهذا ما يجعل المهمة الملقاة على عاتق كلا البلدين كبيرة وصعبة للدفاع على القضايا العربية وكل القضايا العادلة في العالم". من جهته، أكد سفير الهند الجديد بالجزائر السيد كلديت سينغ بهاربواج أن الجزائر والهند تربطهما علاقات "وثيقة وتاريخية" مدعوة لأن "تتعزز أكثر". وفي تصريح صحفي عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قال سفير الهند الجديد بالجزائر إن "الهند ساندت بقوة كفاح الجزائر من أجل التحرر من القوة الاستعمارية ونحن مرتاحون للعلاقات الثنائية التي تجسدت في الآونة الأخيرة بقوة في شتى الميادين". وأضاف "هناك فرص الاستفادة من تجارب بعضنا البعض في عدة مجالات على غرار قطاعات البناء والصحة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال". وأشار سفير الهند إلى أن "هناك طاقة كبيرة للتعاون الثنائي في إطار التعاون جنوب-جنوب" موضحا أن بعث القمر الصناعي الجزائري آلسات-2 مؤخرا من خلال مركبة هندية لإطلاق الأقمار الصناعية يعد "مثالا حيا" لهذا التعاون. وإذ أكد عزمه على تعزيز وتنويع العلاقات الوثيقة الجزائرية-الهندية أعرب السيد بهاربواج عن قناعته بأن "الجزائر ستتطور بسرعة" تحت قيادة الرئيس بوتفليقة. كما أعرب سفير مالي الجديد السيد بوبكر كاراموكو كوليبالي عن استعداد بلاده لإعطاء دفع جديد للعلاقات الجزائرية-المالية. وصرح السفير للصحافة عقب المقابلة التي خصه بها رئيس الجمهورية "أود أن اغتنم هذه المناسبة للإشادة بالخصال المتميزة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وحكمته والتعبير عن استعداد شقيقه الرئيس أمادو توماني توري لإعطاء دفع جديد للعلاقات الجزائرية المالية قصد ترقيتها إلى مستوى تطلعات شعبينا". كما جدد الدبلوماسي المالي الجديد تأكيده على إرادة السلطات العليا لبلاده واستعداده الشخصي "لمواصلة العمل مع السلطات الجزائرية على تعزيز العلاقات التقليدية وعلاقات الصداقة والتعاون التي تربط البلدين منذ أمد بعيد". أما السفير الجديد لغانا بالجزائر السيد أدولفيس غينغسلاي أرثر، فدعا إلى تعزيز العلاقات الثنائية "ذات المنفعة المتبادلة" القائمة بين الجزائر وغانا. في تصريح للصحافة عقب الإستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أوضح السيد أدولفيس غينغسلاي أرثر "بصفتي سفيرا لغانا بالجزائر فان اهتمامي سينصب أساسا على تعزيز العلاقات الثنائية واتخاذ مواقف مشتركة حول قضايا الساعة مع إطلاع بالدرجة الأولى الجزائريين على كل فرص الشراكة الإقتصادية التي يمكن لغانا أن تمنحها". وأضاف السفير "إذا ما اعتبرنا أن التعاون والدبلوماسية يفرضان أشخاصا في مستوي المسؤولية فاني ألتزم كليا بمد جسور ستساعد شعبينا علي اقامة علاقات ذات منفعة مشتركة". كما أعرب الدبلوماسي الغاني عن نيته في إجراء اتصال أمثل وتعاون إعلامي بين الشعبين الجزائري والغاني بنية التعريف والتحسيس بالموارد التي لم تستغل بعد، لاسيما في مجالات التربية والرياضة ومجالات تعاون ثقافية أخرى.