تنتج ولاية المسيلة من مادة غاز البوتان أزيد من 12 ألف قارورة يوميا من خلال مركزي التعبئة ببوسعادة والمسيلة، وتلجأ في كثير من الأحيان مصالح نفطال إلى الزيادة في الإنتاج لتدارك النقص المسجل في مثل هذه الظروف والذي قد يصل حد 14 ألف قارورة يوميا، وهو رقم بحسب المسؤولين سمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة وتصدير الباقي إلى ولايات مجاورة كسطيف، برج بوعريريج، الجلفة، وغيرها من الولايات الأخرى، لكن الواقع المسجل على الميدان يعاكس تلك الأرقام التي تشبث بها المسؤولون رغم صحتها· غير أن الإجراءات تبقى غير كافية بدليل الطوابير المسجلة في كل محطات (نفطال)، وكذا أمام مراكز التعبئة التي صارت اليوم تحت حماية مصالح الأمن خوفا من مداهمات قد تحصل في حقها، وعند تنقل (أخبار اليوم) لمراكز التعبئة التابعة لنفطال وكذا مراكز التوزيع الكبرى التابعة للخواص، لاحظنا تلك الطوابير اللامتناهية وحتى ليلا للمواطنين، كما لفت انتباهنا لوحات ترقيم السيارات التي جاءت من أكثر من 15 ولاية منها ولايات بعيدة جدا، وقد تبين لنا أن القادمين إلى مسيلة من أجل غاز البوتان هم من قاطني القرى والمناطق النائية التي فقدت غاز البوتان وتعتمد على الحطب في التدفئة وحتى طهي الأكل، مستنكرين في ذات الوقت مزاحمة سكان المدن لهم في الظفر بقارورة غاز تحميهم من برد الشتاء· وتشير معظم التغطيات الصحفية والإعلامية وحتى الإحصاءات الأمنية أن جل الاحتجاجات المسجلة كان سببها غاز المدينة أو البوتان أو غياب ماء الشرب أو انعدام للصرف الصحي، وكل هذه المطالب هي من ضروريات الحياة اليوم، الأمر الذي طرح استفهام كبير عن نجاعة مشاريع توصيل غاز المدينة إلى البلديات والقرى النائية، فالأرقام الواردة من مصالح الطاقة تشير إلى ارتفاع كبير في نسبة التوصيل، لكن هذا التوصيل صاحبه بطئ في انطلاق المشاريع لأسباب مجهولة، وهو ما رهن فاعلية تلك المشاريع، ويضاف إلى هذا كله أن الغالبية العظمى من سكان المدينة لا تزال تستعمل غاز البوتان بالرغم من توفر غاز المدينة، وهو عامل آخر ساهم في تكريس مشكل الندرة في قارورات غاز البوتان، هذا الحال تعيشه عدة بلديات وحتى دوائر كبرى بالولاية على غرار بن سرور ومسيف وحتى أحياء كبرى بعاصمة الولاية مسيلة·