تعرف وسط مدينة ياكوران الكائنة على بعد حوالي 70 كم شرق عاصمة الولاية تيزي وزو والعديد من القرى التابعة لها، أزمة حقيقية في التموين بالمياه الصالحة للشرب، وهو المشكل الذي يطرح بشدة طوال السنة، لكنه يزيد من معاناة السكان خلال فصل الصيف، حيث تزداد الحاجة للماء، ويقل منسوب المياه في الآبار والينابيع الطبيعية بفعل الحرارة. و تغطي هذه الينابيع العجز في المواسم الأخرى، لكنها و بدورها تزيد من معانات المواطنين بتخلّيها عنهم في فصل الصيف، ندرة الماء الشروب بياكوران ليست سرا، حيث تعتبر السلطات المحلية وسلطات قطاع الري على علم بالأمر، إذ وعدت الجهات المعنية وعلى رأسها مدير الري لولاية تيزي وزو، السيد "عباس" بتدعيم شبكة المياه المتواجدة حاليا بشبكة إضافية يتم استقدامها من سد تاقسبت، و تجدر الإشارة إلى أن ياكوران تعتبر من بين المناطق الأولى التي زودت بمياه سد تاقسبت، ضمن المناطق البعيدة بالولاية، لكن الكميات الموزعة على المناطق المعنية لم تلب متطلبات السكان، ما جعل الحاجة للماء قائمة وملحة. ويعود السبب في ذلك حسب ما أفادت به السلطات المحلية، إلى صغر القنوات الناقلة للمياه انطلاقا من تاقسبت و كذا إدراج قريتين إضافيتين تابعتين لعزازقة وتتوفران على كثافة سكانية معتبرة، ولم تكونا مدرجتين في المشروع لدى دراسته قبل الانطلاق في أشغال انجازه، ما خلق اختلالا في التوزيع. و يذكر أن ياكوران تحتوي على 30 قرية متناثرة على مساحة تفوق ال70 هكتار وتعاني كلها من أزمة حادة في التزود بالماء، حسب ما أكده رئيس المجلس الشعبي البلدي لياكوران، السيد "ايسادي طاهر" الذي كشف أن مشكل ندرة المياه والمطالبة بحله هو الموضوع الذي يتكرر و باستمرار على طاولة المجلس الشعبي البلدي ،إذ كلما غادرت لجنة قرية ما مكتبه، إلا ودخلته لجنة و ممثلون آخرون، القاسم المشترك بينهم هو دائما انعدام الماء و ضرورة حل الأزمة المطروحة، و يضيف أن حتى مركز البلدية يعاني من انقطاعات متكررة تزداد حدتها في هذا الفصل، مشيرا في ذات الوقت انه تم عقد لقاء قي نهاية شهر افريل الماضي مع مدير الري للولاية الذي كانت له زيارة ميدانية للبلدية ووعد الأهالي بتسجيل عملية أخرى للتزويد بالماء لكن إلى حد اليوم لم يظهر أي تجسيد فعلي لهذه الوعود. ومحاولة منها لاحتواء الأزمة وإيجاد حلول ولو بشكل مؤقت، عمدت السلطات المحلية إلى استغلال الموارد الطبيعية المتوفرة عبر إقليمها وقامت بتحويل مياه الينابيع المنتشرة في المنطقة إلى عدد من القرى والتي يبلغ عددها ثمانية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، بسبب تعرض الينابيع للجفاف وانخفاض منسوب المياه على مستواها و كذا ارتفاع درجات استغلالها ما أدى إلى تزود سكان دون سكان آخرين. هذه الوضعية المزرية أصبحت تمثل يوميات سكان المنطقة الذين يضطرون إلى المكوث لساعات طويلة في طوابير لا تنتهي أمام الينابيع الرئيسية في المنطقة من اجل التزود بهذا المورد الحيوي، خاصة وأن ولاية تيزي وزو قد تمكنت في السنوات القليلة الأخيرة من قطع أشواط معتبرة في مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب، وكذا الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية للمياه، كتلك المستخرجة من الآبار أو جمع مياه الأمطار، كما تمكنت من انجاز العديد من السدود وحفر الآبار وانجاز أحواض المياه الموجهة للاستعمالات الفلاحية وغيرها، و لعل أهمها "سد تاقسبت" الذي يعتبر مكسبا طبيعيا ذا أبعاد واستعمالات مختلفة لم يتم استغلالها بعد، وعليه يوجه سكان قرى ياكوران نداء استعجاليا للسلطات المعنية للاهتمام بمشكل البلدية وتجسيد الوعود التي تبنتها السلطات في وقت سابق.