كشفت جلسة محاكمة ستّة شبّان أحدهم كان الصديق المقرّب ل (عبد القهّار بن حاج) المكنّى (معاوية) الذي لقي حتفه في هجوم انتحاري فاشل بالثنية السنة الماضية، أن نجل الرجل الثاني في الحزب المحظور كان وراء عملية تجنيد عدد كبير من عناصر الدّعم والإسناد من أحياء بوروبة وباش جراح بالعاصمة، وعمل على خلق قنوات تواصل بينهم وبين أمير منطقة بجاية المكنّى (حمّود) بغرض تمويله بمختلف أنواع المؤونة، الأمر الذي جعلهم محلّ متابعة قضائية بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن، والتي التمس بشأنها ممثّل الحقّ العام تسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا· تفكيك شبكة الدّعم والإسناد هذه تمّ بناء على معلومات وردت إلى مصالح الأمن العسكري لأمن ولاية الجزائر مفادها وجود شخصين يشتبه في انتمائهما إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعامة عبد المالك درودكال، وعليه وسّعت مصالح الأمن تحرّياتها التي أوصلتها إلى أن المشتبه فيهما كانا على علاقة بالمدعو (ق· رشيد) المكنّى (صهيب عبد الرحمن) الذي ينشط ضمن الجماعات الإرهابية المتمركزة بجبال بجاية، حيث تمّ توقيفها في حاجز أمني بولاية بجاية على متن سيّارة من نوع (سيتروان 3) بتاريخ 21 مارس2007 ويتعلّق الأمر بالمتّهمين (و· عبد الحقّ) و(ب· سمير). وأثناء استنطاقهما من طرف الضبطية القضائية اعترف المتّهم الأوّل القاطن ببلدية باش جرّاح بعلاقته بالإرهابي (أبو حذيفة) المكنّى (أبو بوعلام) أمير منطقة عين الحمراء، وأنه انضمّ إلى التنظيم الإرهابي صائفة 2005 عندما حضر مخيّما صيفيا بالشلف أين كان على اتّصال مباشر بشباب من أحياء القبّة وبوروبة بالعاصمة إلى جانب شباب آخرون ينحدرون من ولاية بومرداس، وأنه تشبّع بالفكّر الجهادي خلال حضوره جلسات بمسجد (الوفاء بالعهد) بالقبّة، كما كان على علاقة بالمدعوين (زكريا) و(عبد القهّار ابن علي بن حاج)، هذا الأخير الذي اصطحبه على متن سيّارته وعرّفه بأمير جماعة بجاية المدعو (حمّود) الذي كان يحمل سلاح كلاشينكوف، حيث طلب منه تزويده بالمؤونة وشرائح الهواتف. وقد عرض المتّهم الفكرة على المدعو (ب· يعقوب) الذي رحّب بها وتوجّه معه إلى معاقل الجماعات الإرهابية ببجاية· في حين كشف المتّهم الثاني (ب· سمير) عن هوية بقّية عناصر شبكة الدّعم والإسناد، مصرّحا بأن دورهم كان ينحصر في تأمين المؤونة والغذاء لأفراد الجماعات الإرهابية، حيث قام أحدهم بتزويد الجماعة بالمؤونة مقابل مبلغ 7 آلاف دينار، أمّا المتّهم الآخر فقد قام بإيصالهم على متن مركبة والده مقابل مبلغ 200 دينار· وهي التصريحات التي تراجع عنها المتّهمون عند مواجهتهم أمس من طرف القاضي، حيث أنكروا معرفتهم بأمير منطقة عين الحمراء (أبو حذيفة) أو تواصلهم في حلقات تحريضية بمسجد (الوفاء بالعهد)، وهو الأمر الذي لم يقنع ممثّل النيابة العامّة الذي اعتبر هذا التناقض محاولة للتملّص من المسؤولية ملتمسا تسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا عليهم·