تقبل الكثير من العائلات الجزائرية مؤخرا على اقتناء كميات كبيرة من (الثوم) من أجل العولة، وأيضا تحسبا لشهر رمضان الكريم الذي تعرف فيه هذه المادة استهلاكا كبيرا من أجل إعداد مختلف الأطباق التقليدية الخاصة بالشهر الفضيل، كما لا تستغني الكثير من العائلات عن الثوم في هذه الأيام بالذات كونه يدخل في إعداد مختلف السلطات والأكلات الخفيفة الخاصة بفصل الصيف، وهو إلى جانب كل ذلك أحد العناصر الرئيسية الواجب حضورها في مختلف الأطباق الجزائرية التقليدية. وبلغ تهاتف المواطنين على اقتناء الثوم إلى درجة شراء كميات كبيرة منه، تكفي في العادة من أجل كمية سنة كاملة، كما أن الإقبال والتهافت الكبير يعود أيضا إلى انخفاض أسعار الثوم مؤخرا، بدرجة كبيرة، خلافا لما كانت مسجلة عليه مثلا في الفترات السابقة، وخلال السنتين الماضيتين حيث سجلت أسعاره ارتفاعا صاروخيا، وبلغ سعره 60 دج للكيلوغرام الواحد، ما دفع العائلات الجزائرية إلى اللجوء إلى الثوم الصيني الرخيص، أو إلى الثوم المرحي الذي لم تكن تبلغ أسعار علبة صغيرة منه 400 دج، ومع ذلك فهو يفتقد لمذاق الثوم الأصيل الذي تحبذه الكثير من ربات البيوت الجزائريات. في هذا الإطار، قالت إحدى السيدات التي كانت مصرة على اقتناء كميات كبيرة من الثوم رفقة زوجها بالسوق الشعبي بباش جراح، إنها تخشى كثيرا ارتفاع أسعار الثوم، و إلا لما لجأت إلى اقتناء هذه الكميات الكبيرة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تحضير عولة الثوم يعد من التقاليد والعادات الجزائرية التي لا تستغني عنها العائلات، وكانت في الماضي سببا في وجود البركة والخير في البيت، على عكس ما هو مسجل الآن، حيث يشتكي الكثيرون من فقد البركة ومن كثرة ارتفاع نسبة الاستهلاك والإنفاق دون تسجيل الاكتفاء المطلوب. وإلى جانب أهميته في المبطخ، فإن للثوم الكثير من الفوائد الصحية العلاجية التي يدركها الجزائريون منذ القدم، ويحرصون بالتالي على وجود الثوم في منازلهم، وبحسب المختصين كذلك فإن الثوم صديق مخلص للقلب والشرايين وله فوائد عظيمة في تنظيم ضغط الدم، ويرجع ذلك إلى وجود الأحماض الأمينية الكبريتية المميزة، والتي تعمل على خفض الدم المرتفع، كما أنه يساعد على تعديل ضغط الدم المنخفض أيضاً وهذه خاصية يصفها العلماء بأنها نادرة في نبات واحد، حيث يضبط ضغط الدم في الحالتين. لذلك ينصح بتناوله في الارتفاع الشديد والانخفاض الحاد لضغط الدم ويستطيع أن يوفر الحماية الكافية فى الحالتين. ورغم أن الثوم يعد من الأطعمة غير المحببة لدى كثير من الناس، نظراً لرائحته النفاذة المنفرة، بالإضافة إلى الموروث الثقافي الذي لا يشجع الإقبال عليه، إلا أن هذا النبات ذا الرائحة القوية يعد من أهم العقاقير التي تقاوم العديد من الأمراض المستعصية التي عجزت الأدوية الكيماوية عن علاجها. ويحتوى فص الثوم الواحد على تشكيلة من المواد الغذائية المتنوعة التي يندر وجودها في أي نبات آخر، حيث إنه يحتوى على الدهون ومادة البروتين والكربوهيدرات والألياف، بالإضافة إلى عناصر البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم والصوديوم والحديد كما يشتمل على بعض الأحماض المهمة مثل الناسين والثيامين، بجانب العديد من المواد الأخرى من معادن نادرة وأنزيمات ومضادات حيوية ومواد نووية وغيرها.