يبلغ حاليا كمال جحمون من العمر 49 سنة، وكل من يراه يضن انه لا يزال في عز شبابه، حيث يواصل ممارسة كرة القدم، كمدرب وأحيانا كلاعب ضمن فئة الكهول، ويقول ان الجيل الذي أنجب ماجر وبلومي وعضاد ومرزقان لن يتكرر، طالما ان الأندية الجزائرية تفتقر الى العمل القاعدي، الأمر الذي جعل المنتخب الوطني حكرا على اللاعبين المحترفين، لكنه يتساءل لا يعقل على الطاقم الفني مواصلة سياسة اعتماده على المحترفيين، طالما ان المنتخب ملك لكل الجزائريين وليس على الذين ينشطون خارج ارض اوطن. حاوره : كريم مادي ولد كمال جحمون بمدينة العفرون بولاية البليدة يوم 16 جوان من عام 1961 وهو اليوم الذي يصادف كل سنة فوز منتخبنا الوطني على المنتخب الألماني في مونديال الأندلس عام 1982. بعد بلوغ كمال جحمون عامه الحادي عشر، أمضى أول إجازة رسمية له مع فريق مسقط رأسه نجم العفرون، ليبنتقل بعدها الى اتحاد البليدة، حيث لعبي له أربع مواسم، ليرحل في موسم 1987 الى مولودية العاصمة ثم الانتقال الى فرنسا فالعودة الى ارض الوطن حيث لعب لشباب بلوزداد، وفي عام 1994 خط رحاله بمدينة التيطري المدية حيث قاد فريق الاولمبي لنهائي كاس الجزائر، وهو النهائي الذي سجل فيه كمال جحمون احسن وأجمل هدف له، ليكرر نفس المشهد في كاس الكؤوس العربية بالإمارات العربية المتحدة. بعد اعتزال كمال جحمون العب في نهاية الألفية الأخيرة، دخل عالم التدريب حيث اشرف على العديد من النوادي منها اولمبي المدية ونجم العفرون واتحاد موزاية ونجم البرواقية واخر فريق دربه الموسم الماضي كان شباب الزاوية. في هذا الحوار يتحدث كمال جحمون عن المنتخب الوطني الحالي بعد المونديال ورؤيته المستقبلية. ما هي نظرتك المستقبلية للمنتخب الوطني بعد مونديال جنوب افريقيا؟ اذا بقيت الأمور مما عليه ألان، انا جد متشائم، فلا اضن ان المنتخب سيقدر على بلوغ نهائيات كاس أمم إفريقيا المقبلة. من أي جانب أنت متشائم؟ ياخي المنتخب الوطني ليس مؤسسة خيرية، بل هو منتخب يمثل كل الجزائريين، ولا يجب على المدرب الوطني ان يحتكر المنصب الذي يتولاه، صحيح انه حقق نتائج ايجابية بتأهل المنتخب إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا بعد أربع سنوات من الغياب، وصحيح انه أهل المنتخب إلى مونديال جنوب إفريقيا بعد ربع قرن من الغياب، لكن ان يبقى الطاقم الفني يتكون من أسماء مجهولة، فهذا الذي لن يخدم المنتخب الوطني مستقبلا، بل سيضره أكثر مما سينفعه. يفهم من كلامك انه يجب تدعم العارضة الفنية بأسماء جديدة؟ لقد سبق وان قلت ذلك أكثر من مرة، فور تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال، لكن وقد انتهت منافسات كاس العالم، فيجب ضخ دم جديد في العارضة الفنية. هل كنت من المطالبين برحيل سعدان؟ أنا مع بقاء سعدان كون الوقت غير مناسب لإحداث التغيير على مستوى العارضة الفنية على اعتبار ان المنتخب الوطني على أبواب المنافسات الدولية الرسمية، لكن مع رحيل مساعده جلول وحاجي، فلماذا لا يتم الاستعانة بأسماء معروفة على الساحة الوطنية والدولية واخص بالذكر كل من رابح ماجر وجمال مناد، فوجود واحد من هؤلاء سيعيد الاستقرار إلى بيت المنتخب بعد تمرد العديد من الأسماء على المدرب وعلى مساعديه، فما حدث في مونديال جنوب إفريقيا يبقى وصمة عار على من يتولى على شؤون الكرة الجزائرية. هل أنت مع المدرب الأجنبي؟ نعم مع المدرب الأجنبي لكن بشرط، ان نتعلم من هذا المدرب وليس ان يصنع اسم له على غرار بعض المدربين الأجانب الذين صنعوا اسما بعد توليهم الإشراف على المنتخب الوطني، لكن أقول واكرر أنني مع المدرب المحلي. لكن كيف تفسر عدم الاستعانة بلاعبين سابقين في المنتخب الوطني ضمن الطاقم الفني للمنتخب الوطني؟ هذا السؤال يجب ان يطرح على رئيس الاتحادية او على المدرب رابح سعدان فهما أدرى مني بالرد علي سؤالك. في نظرك الخاص هل سيتواصل الاعتماد على اللاعبين المحترفين؟ العب المحترف شر لا بد منه، طالما أننا لا نملك لاعبين محليين في المستوى، لكن هذا لا يجب ان يتم دوما على حساب اللاعب المحلي، فعلى الأقل ان نعيد الاعتبار للبعض من هؤلاء وتمح لهم الفرصة لإثبات وجودهم للبروز، فلا يجب ان يبقى المنتخب حكرا على لاعبين ينشطون في نوادي أوروبية صغيرة فهذا الذي لن يفيد المنتخب الوطني في شيء مستقبلا.