مع دخول كل فصل صيف تحتل الاحتجاجات والشكاوي الخاصة بالعطش ونقص المياه الصالحة للشرب الواجهة وصدارة المشاكل التي يعاني منها السكان في أغلب قرى الولاية، خاصة الواقعة منها بالمرتفعات الجبلية مع العمل أن الجبال تحتل أكبر مساحة من إقليم الولاية. ومع كل موسم تتفنن السلطات في إطلاق سلسلة من الوعود القريبة للحقيقة والواقع إلا أنه وبمجرد إخماد غضب المواطنين وإسكات احتجاجاتهم تعود الأزمة من جديد لتحتل صدارة النقائص، ومن بين القرى والمناطق الأكثر تضررا من جفاف الحنفيات بتيزي وزو نجد منطقة معاتقة الواقعة على بعد 20كم جنوب الولاية، حيث اجتمع أول أمس سكان عرش سيدي علي موسى الذي يضم العشرات من القرى والمداشر للتعامل مع الإهمال والتهاون الممارس من طرف السلطات من سنة لأخرى والخروج بالحلول الممكن اتخاذها، خاصة مع تأخر وصول مياه سد (كوديات اسرذون) التي كان مزمعا إيصالها إليها السنة الماضية إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حيث تتمسك السلطات بالحجة التي أصبحت جل المديريات تتقاسمها وتواجه بها العجز المسجل على أرض الميدان ألا وهي معارضة الخواص. رغم توفر إمكانية اللجوء للقوة العمومية من أجل تحقيق المصلحة العامة. وأكد المواطنون أن مياه الصهاريج لم تعد تلبي وتغطي حاجيات المواطنين، بالإضافة لندرة الأماكن والآبار التي تعبأ منها هذه الصهاريج وكذا الأسعار المرتفعة التي يتعمد موفرها رفعها في فصل الصيف، وأكد المحتجون أن الحل الوحيد هو توفير الماء في حنفياتهم لكونه من أدنى الحقوق التي يجب على السلطات توفيرها للمواطنين خاصة وأن تيزي وزو تصنف ضمن الولايات التي تزخر بثروة مائية كبيرة وهامة. وما استنكره السكان أن المياه متوفرة على مستوى محطات الضخ و لا يستفيد منها إلا البعض، ما تطلب إنجاز محطة ضخ ثالثة بالمنطقة إلا أن ضعف الكميات التي تضخ للبلدية لم تسمح للمحطة الثالثة بحل المشكل، مع طرح مشكل سرقة المياه التي يتعمد البعض القيام بها لممارسة السقي في المزارع وحرمان أغلب السكان من الماء.