تعاني الكثير من الفتيات من مشكل النحافة التي تحرمهن من التمتع بالحياة ومختلف أشكال الموضة الحضرية، حيث تقف النحافة الزائدة عائقا أمام الكثيرات من المصابين بها، لدرجة تكوين عقدة نفسية تلازم أصحابها مدى الحياة، حيث تمنعهن من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء، ويتسبب فقدان الوزن لهن في العديد من المشاكل النفسية والصحية بسبب شكلهن الخارجي غير الجذاب. وفي هذا الشأن، أردنا الوقوف أمام هذه المشكلة للتعرف على جميع جوانبها وعلى أهم المشاكل المترتبة عنها وأهم مخلفاتها، حيث تعاني المصابات بالنحافة الزائدة مشاكل صحية ونفسية كثيرة، قد تصل في بعض الحالات إلى صعوبة اندماجهم داخل مجتمعهم وقطع سبل التواصل مع العالم الخارجي، ناهيك عن المشاكل الصحية التي قد تكون في الأصل سببا رئيسيا لهذه النحافة التي يجهلها أصحابها والتي تظهر للوجود بعد إجراء الفحوصات التي تكشف ذلك، بالإضافة إلى تلقيهن لنظرات تشعرهن بالنقص والدونية مقارنة بغيرهن ممن يتمتعن بقوام رشيقة، هذا إلى جانب تعرضهن إلى الإحراج من بعض التعليقات الجارحة التي تقع على مسامعهن وتقلّل من قيمتهن، خاصة أن زيادة الوزن ليست بالشيء الهيّن بالنسبة للكثيرات. ولكن المشكل لم يتوقف عند هذا الحد بل تعداه ليمس جوانب أخرى من الحياة والتي تعتبر جد حساسة بالنسبة لفئة النساء خاصة إذا تعلق الأمر باختيار شريك العمر قصد الزواج، حسب ما أفادتنا به (نسرين) التي تبلغ من العمر 26 سنة، تعاني من نحافة شديدة سببت لها اكتئاب. فيما يخص قضية الزواج تقول: (كلما تقدم إلى خطبتي أحدهم أتعرض لنفس النظرات والانتقادات، حيث أتحول إلى متهمة بجريمة ليس لي ذنب فيها، حيث يعود العريس وأهله أدراجهم من حيث ما أتوا بعد رؤيتهم لشبح أرهبهم). حكيمة، هي الأخرى، كانت إصابتها بالنحافة سببا في عزوف الخطاب عنها، حيث أكدت لنا أنها تعاني من مشاكل صحية حرمتها من استعادة وزنها الضائع بعد إصابتها بفقر الدم بالرغم من الأدوية المتناولة والعقاقير المتكونة من الأعشاب الطبيعية وإتباعها لنظام غذائي جد غني بالفتامينات. يحدث هذا في الوقت الذي يعاني آخرون من السمنة المفرطة وصعوبة في إنقاص الوزن ومشقة في إتباع الحمية الغذائية الصارمة، غير أن استرجاع الوزن مهمة أصعب بكثير من سابقتها لا سيما لدى الفتيات، بسبب فقدان الشهية والإصابة بفقر الدم، إضافة إلى فرط في نشاط الغدة الدرقية، كما أن لأمراض الجهاز الهضمي دور في عدم امتصاص المعدة للطعام. وفي نفس السياق تقول السيدة (نعيمة)، مختصة نفسانية، بأن (هناك الكثير من التأثيرات النفسية الناتجة عن النحافة المفرطة، أهمها القلق الشديد والاكتئاب الحاد والدائم. ولما كان للنحافة تأثير بالغ على ضعف مقاومة الجسم للأمراض بسبب نقص إنتاج مضادات الجسم، وضعف مقاومته، ما يؤثر كثيرا على نفسية الفرد المصاب). وتشير أيضا إلى أن المصابين بالنحافة الشديدة يعانون من عدم القدرة على متابعة حياتهم بشكل طبيعي داخل المجتمع نتيجة نظرة المجتمع السلبية لهم، حيث تقول إن (المصابين بهذا المرض تتزعزع مكانتهم الاجتماعية في نظر بعض المحيطين بهم، وهذا ما يشعرهم بالنقص وعدم الاهتمام بهم، وهذا ما يجعل المريض يشعر بفقدان الأمل في إيجاد حل لمشكلته، وما يؤثر بدوره على حالته النفسية ويجعله معرضا لأزمات نفسية كالعزلة الاجتماعية والاكتئاب والقلق). وبالرغم من كل هذه التعقيدات، إلا أننا نجد البعض منهن لا يكترثن إلى هذا الأمر حسب قول السيدة (نجوى)، أم لطفلة: (يجب علينا الرضا بالقضاء والقدر وأن تكون هناك ثقة بالنفس لدى الإنسان لأن الأرزاق بيدي الله وليست السمنة أو النحافة من تحدد مصير الإنسان).