تقف النحافة الزائدة عائقا أمام الكثيرات من المصابين بها، لدرجة أنها تمنعهن من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي خاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء، حيث يتسبب فقدان الوزن لهن في العديد من المشاكل النفسية والصحية. تواجه المصابات بالنحافة الزائدة مشاكل صحية ونفسية كثيرة، قد تصل في بعض الحالات إلى صعوبة اندماجهم داخل مجتمعهم، ناهيك عن المشاكل الصحية التي قد تكون في الأصل سببا رئيسيا لهذه النحافة، بالإضافة إلى تلقيهن لنظرات تشعرهن بالنقص والدونية مقارنة بغيرهن، كما يُحرجن من بعض التعليقات الجارحة التي تقع على مسامعهن وتقلّل من قيمتهن، خاصة أن زيادة الوزن ليست بالشيء الهيّن بالنسبة للكثيرات. الجسم النحيل قد يقف عائقا أمام زواجهن تعاني الكثير من الفتيات المصابات بمشكل النحافة الزائدة عوائق كثيرة في حياتهن الاجتماعية، لاسيما ما تعلق بالزواج واختيار شريك الحياة. وفي هذا السياق أسرت لنا حنان بتجربتها الشخصية قائلة:”حرمت من الزواج بسبب نحافة جسمي الشديدة، ففي كل مرة نستقبل فيها الخاطبين أتعرض لنظرات جارحة من قبل عائلة العريس، ثم يعودون أدراجهم دون رجعة، والسبب أنني غير ملائمة لابنهم”، وليس حالة حنان سوى عينة من الكثير من الشابات اللاتي تعانين من المشكلة. نبيلة، هي الأخرى، كانت إصابتها بالنحافة سببا في عزوف الخطاب عنها، حيث أكدت أن ضعف شهيتها هو سبب نحافتها المفرطة. وحسب قولها فإنها لم تتمكن من استعادة وزنها بالرغم من أنها لا تكفّ عن الاستشارات الطبية، والمتبادر إلى ذهن كل العائلات الخاطبة أن هذه النحافة ما هي إلا نتيجة مرض خطير قد يشكل عائقا أمام زواجها لا محالة. التخلص من النحافة أصعب من البدانة قد يعاني المصابون بداء السمنة المفرطة من مشكلة صعوبة إنقاص الوزن ومشقة اتباع الحمية الغذائية الصارمة، غير أن استرجاع الوزن مهمة أصعب بكثير من سابقتها.. وهو ما أكدته خبيرة التغذية ليلى مسكين، التي أشارت إلينا ببعض العوامل الأساسية المتسببة في النحافة المفرطة، لاسيما لدى الفتيات، ذاكرة من خلال حديثها فقدان الشهية والإصابة بفقر الدم، إضافة إلى فرط في نشاط الغدة الدرقية، كما أن لأمراض الجهاز الهضمي دور في عدم امتصاص المعدة للطعام. كما أشارت المتحدثة إلى أن الراغبين في زيادة الوزن يعانون أكثر من نظرائهم الباحثين عن النحافة، حيث تلجأ الكثيرات للاستعانة بالأعشاب والعقاقير التي توصف بدون علم وإدراك، فيما تتجه بعضهن أيضا إلى زيارة طبيب مختص لإيجاد الحل، وهو برأيها أفضل الحلول. وتأثيراتها النفسية جلية.. تؤكد الدكتورة نسيمة ميغري، المختصة في الأمراض النفسية، أن هناك الكثير من التأثيرات النفسية الناتجة عن النحافة المفرطة، أهمها القلق الشديد والاكتئاب الحاد والدائم. ولما كان للنحافة تأثير بالغ على ضعف مقاومة الجسم للأمراض بسبب نقص إنتاج مضادات الجسم، وضعف مقاومته، ما يؤثر كثيرا على نفسية الفرد المصاب. وتشير الدكتورة نسيمة إلى أن المصابين بالنحافة الشديدة يعانون من عدم القدرة على متابعة حياتهم بشكل طبيعي داخل المجتمع نتيجة نظرة المجتمع السلبية لهم، حيث تقول إن المصابين بهذا المرض تتزعزع مكانتهم الاجتماعية في نظر بعض المحيطين بهم، وهذا ما يشعرهم بالنقص وعدم الاهتمام بهم، وهذا ما يجعل المريض يشعر بفقدان الأمل في إيجاد حل لمشكلته، وما يؤثر بدوره على حالته النفسية ويجعله معرضا لأزمات نفسية كالعزلة الاجتماعية والاكتئاب والقلق.