تعتبر النحافة من الأمراض الشائعة التي تقف عائقا أمام بعض المصابين بها، لدرجة أنها تمنعهم من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي خاصة ما تعلق بالجنس اللطيف، حيث يفقدن ملامح الأنوثة عند الإصابة بالنحافة المفرطة مما يؤثر سلبا على حالتهن النفسية. يواجه بعض المصابين بالنحافة مشاكل صحية ونفسية قد تصل في بعض الحالات إلى صعوبة اندماجهم داخل مجتمعهم، خاصة أنهم يتلقون نظرات تجعلهم يشعرون وكأنهم في وضعية غير طبيعية مقارنة بغيرهم، إضافة إلى عدم امتلاك البعض ثقافة التعامل مع هذه الفئة داخل مجتمعنا، حيث يحرجون من تلك التعليقات الجارحة التي تقع على مسامعهم أو النظرات التي تقلّل من قيمتهم، خاصة أن زيادة الوزن ليست بالشيء الهيّن بالنسبة للكثيرين. النحافة الشديدة تمنع "إيمان" من الزواج اقتربنا من بعض العينات التي تعاني من النحافة المفرطة لتكون إيمان أول عيّنة نستشهد بها، فهي تؤكد أنها حرمت من الزواج بسبب إصابتها بالنحافة الشديدة، وتضيف أنها تتعرض لنظرات جارحة من قبل عائلة كل من يتقدم لخطبتها، حيث يعودون أدراجهم دون رجعة والسبب أنها غير ممتلئة الجسد، وما حالة هذه الشابة سوى واحدة من عشرات الحالات اللائي تعرضن لنفس الموقف ولنفس السبب. سامي هو الآخر طفل لم يسلم من نظرات المجتمع الجارحة له، فلم يكتف بمواجهة مرضه لكنه أصيب بعقدة نفسية بسبب تعليقات من يحيطون به، وهو ما أكدته لنا والدته التي تقول إنها بالرغم من محاولاتها لزيادة وزن ابنها إلا أنها فشلت، وقد أصيب بعقدة نفسية بسبب بعض التعليقات التي يسمعها، فمرة يشبه "ببانشو " ومرّة بإنه يستطيع الاختباء وراء عصا المكنسة، وغيرها من الأوصاف التي جعلته يمتنع عن الخروج من المنزل. يستخدم بعض الأشخاص أساليب خاطئة في التغذية قد تكون سببا في إصابتهم بنحافة شديدة، وهو ما أشارت إليه سميرة التي عانت من السمنة المفرطة فتابعت حمية حادة لتصاب بعدها بنحافة شديدة لم تجد لها تفسيرا حتى عند الأطباء. اختيار الملابس المناسبة أهم عائق فتيات أخريات يعانين من نحافة شديدة كانت سببا في صعوبة اختيار الملابس التي تعجبهن فحرمن منها، وأخريات لم يجدن مقياسا مناسبا لفساتين أعراسهن ، وهو الواقع الذي تعيشه كثير من المصابات بالنحافة الشديدة خاصة المقبلات على الزواج، ومن بينهن "ليليا" التي واجهت صعوبة كبيرة لشراء أزياء عرسها، حيث أكدت أن ملامح أنوثتها لا تظهر في معظم الملابس التي تجربها، وتضيف أنها لا تستطيع زيادة وزنها بالرغم من تناولها لكمية كبيرة من الطعام ،وهو ما يشعرها بالخجل خاصة أمام عائلة زوجها. حسيبة هي الأخرى كانت إصابتها بالنحافة سببا في تشويه جمالها، حيث أكدت أن إصابتها بمرض الأنيميا هو سبب نحافتها المفرطة، وحسب قولها فإنها لم تتمكن من استعادة أنوثتها بالرغم من أنها لا تكفّ عن الإستشارات الطبية. التخلص من النحافة أصعب من البدانة أثبتت دراسات طبية أنه لا يمكن التخلص من النحافة مقارنة بالسمنة، وهو نفس ما أكده لنا الدكتور جمال براهيمي خلال حديثه، حيث أوضح أن هناك عوامل كثيرة مسببة للنحافة ومن بينها فقدان الشهية والإصابة بفقر الدم، إضافة إلى فرط في نشاط الغدة الدرقية، كما أن أمراض الجهاز الهضمي تتسبب في عدم امتصاص المعدة للطعام وما قد تحتويه هذه الأخيرة من الطفيليات، وديدان تتسبّب في عدم استفادة الجسم من الطعام علاوة على عوامل وراثية. ويضيف الطبيب المتحدث أن من بين أعراض النحافة شحوب بالوجه وضعف شديد بالجسم ونقص المناعة، التي تؤدي إلى إصابة الجسم بأمراض كالزكام وشعور بالصداع والدوار، إضافة إلى ضعف بالعظام وسهولة تعرّض المصاب للكسور. للنحافة تأثيرات بسيكولوجية واضحة وفي السياق نفسه يضيف ذات المتحدث أن هناك أمراضا نفسية سببها الإصابة بالنحافة الشديدة وأهمها العصبية الزائدة والقلق الشديد، كما أن النحافة تؤدي إلى ضعف مقاومة الجسم للأمراض بسبب نقص انتاج مضادات الجسم، وضعف مقاومته ما يؤثر كثيرا على نفسية الفرد المصاب. يعاني المصاب بالنحافة من عدم القدرة على متابعة حياته بشكل طبيعي داخل المجتمع نتيجة نظرة المجتمع السلبية له، هذا ما كشفت عنه نبيلة صابونجي مختصة في علم النفس الإجتماعي خلال حديثها عن التأثيرات البسيكولوجية على مريض النحافة، حيث تقول إن المصابين بهذا المرض تنقص قيمتهم الاجتماعية في نظر بعض المحيطين بهم، وهذا ما يشعرهم بالنقص وعدم الإهتمام بهم، خصوصا أن البعض يعاملونهم بطريقة مخالفة للأشخاص الطبيعيين، وهذا ما يجعل المريض يشعر بفقدان الأمل في إيجاد حل لمشكلته، خاصة أن بعض الأشخاص لايراعون وضعيته ويوجهون له نظرات جارحة وتعليقات تجرح أحاسيسه وتشعره أنه مهمش داخل مجتمعه، وهذا ما يؤثرعلى حالته النفسية ويجعله معرضا لأزمات نفسية كالعزلة الإجتماعية والإكتئاب والقلق وغيرها من لإضطرابات". أخصائية التغذية تنصح: تناول أغذية غنية بالسكريات والفيتامينات يخلّص المريض من النحافة يتطلب التخلص من النحافة اتباع نظام غذائي خاص يعمل على زيادة الوزن، وهو ما أشارت إليه أمال حابلي أخصائية التغذية خلال حديثها في الموضوع، حيث تقول إنه يجب على الشخص النحيف زيادة السعرات الحرارية المتناولة يوميا حتى تكون الطاقة الداخلة للجسم أكبر من الطاقة التي تحرق وتساعد هذه العملية على زيادة حجم المعدة وتوسيعها، كما أن ممارسة بعض الرياضات تساعد على فتح الشهية وتعمل على زيادة الكتلة العضلية وتقويتها. ومن بين الأغذية التي تساعد على زيادة الوزن تنصح الأخصائية بتناول المكسّرات التي تحتوي على سعرات عالية وتمدّ الجسم بالطاقة، إضافة إلى الفيتامينات سواء الموجودة بالفواكه أوالموجودة على شكل أدوية، إضافة إلى تناول أقراص الخميرة التي تساعد على إفراز هرمونات تعمل على شعور الجسم بالجوع فتحفزه على تناول الطعام. وتضيف المتحدثة في الجانب ذاته يجب التركيز على تناول فيتامين "ب" الذي يعمل على زيادة الشهية واستخراج الطاقة من المواد الغذائية وتناول السلطات الخضراء والبقدونس اللذان يعملان على فتح الشهية، والأغذية التي تحتوي على الحديد المكون الأساسي للهيموغلوبين، كون الإصابة بالنحافة تنقص كميته من الجسم وهو موجود بالكبد والسبانخ والباذنجان. كما ركزت على تناول العسل الطبيعي والحلبة والفواكه الغنية بالسكريات والغلوكوز، كالعنب والكرز والتين وحب العزيز ومختلف الأغذية الغنية بالأملاح المعدنية ،إضافة إلى الزيتون الذي يفتح الشهية والأغذية الغنية بالكربوهيدرات. لتشيرفي الأخير إلى العلاج بالإبر الصينية، حيث أن إثارة السيالة العصبية على مستوى الأذن من ضمن الطرق الناجحة التي تساعد الشخص النحيف على تناول الأغذية.