يتعايش المواطنون مع فصل الشتاء المعروف ببرودته الشديدة ليلا ونهارا بجميع ولايات الوطن، حيث تسود حالة من الخوف والقلق في نفوس سكان القرى والمداشر البعيدة عن مقر الولاية، بسبب غياب المرافق الحيوية عن مداشرهم والمتمثلة أساسا في الغاز الطبيعي والمياه الصالحة للشرب ووسائل النقل، لكن المشكل يكون أكثر تأزما إذا تعلق بأحد أحياء الجزائر العاصمة. وفي هذا السياق أكد سكان ديار الخدمة بجسر قسنطينة أن الخوف يسكن نفوسهم كلما حلّ فصل الشتاء، والسبب يكمن في الوعود التي يطلقها المسؤولون في كل مرة بتسوية وضعيتهم في الآجال القريبة ولكن لا شيء من هذا يحدث، وأكد السكان أن غياب الغاز عن حيّهم يجعلهم ينتقلون يوميا مشيا على الأقدام للبحث عن قارورات الغاز لاستعماله في التدفئة داخل منازلهم، وأضافوا بأن الكارثة التي حلت بهم السنة الماضية لما سقطت الثلوج بكثافة وأدت لقطع الطرق وإصابة العديد من المواطنين بأمراض صدرية ومدى حاجة السكان لهذه المادة الحيوية ستتكرر هذه السنة في حالة عدم قيام المسؤولين المحليين بدورهم على أكمل وجه. في نفس السياق عبر هؤلاء القاطنون من جهة أخرى عن سخطهم وغضبهم بسبب النسيان غير المفهوم من طرف المسؤولين ناحية حيهم الذي يعاني من غياب أبسط الضروريات التي تمكِّنهم من العيش الكريم خاصة المياه الصالحة للشرب والغاز الطبيعي الذي أصبح أسطوانة تتكرر مع بداية كل شتاء، خاصة وأن المعاناة التي يعيشونها لا يستطيع أحد أن يقدر معناها إلا إذا جربها، وهو ما جعلهم يستنجدون من أجل نقل انشغالاتهم للمسؤولين لتجنب الكارثة التي قد تحصل في حالة عدم اتخاذ الإجراءات الضرورية لحل هذه المشاكل. وفي هذا الشأن جدد سكان حي الديار الخدمة الواقع على مستوى بلدية جسر قسنطينة مطلبهم للسلطات المحلية والجهات المسؤولة بالتدخل العاجل للتكفل بمطلبهم الذي ينتظروه منذ سنوات والذي لم يكلف المسؤولين عناء النظر فيه وهو القاضي بربط حيهم بشبكة الغاز الطبيعي الذي أضحى أكثر من ملح وهاجس السكان الذي بات يعيق يومياتهم خاصة مع موسم الأمطار والبرودة التي تشهدها معظم المناطق مع حاجة القاطنين لهذه المادة الضرورية، حيث أعرب السكان عن امتعاضهم من تماطل الجهات المسؤولة لبعث عملية ومشروع تزويد المنطقة بالغاز الطبيعي بالرغم من الطلبات المتكررة للسكان والمشاكل التي سببها غياب هذه المادة الحيوية عن المنازل، مما يجبر هؤلاء على تحمل المعاناة اليومية نظرا لغياب هذه المادة وعلى ضرورة حمل هذه القارورات وجلبها وحملها إلى غاية الطوابق العليا. وأكد القاطنون في سياق حديثهم أن مجمعهم السكني لم يستفد من هذه الخدمة الضرورية بالرغم من قدمه حيث أنهم يقطنون به منذ سنة 1985، حيث أكدوا في ذات الحديث أن مصالح سونلغاز قامت بإصرار من القاطنين في السنوات الأخيرة بربط الأحياء المجاورة من دون حيهم أين بقيت الشبكة عند مدخل العمارة دون إيصالهم بها وهو ما خلق تذمرا لدى السكان الذين اتهموا هذه الأخيرة بالتقصير والتماطل في أداء واجبها خاصة ونحن في الألفية الجديدة وخاصة بعد الاضطرابات الجوية الخطيرة التي شاهدتها الجزائر العام المنصرم، وعليه يناشد سكان ديار الخدمة التدخل العاجل لبعث مشروع الغاز الطبيعي بالحي وهو المتواجد بالقرب من العاصمة ووضع حد لمعاناة دامت عشرات السنين والتعجيل في تطبيق المشاريع الرئاسية القاضية برفع الغبن عن السكان بجميع الأحياء سواء التابعة لولاية الجزائر أو باقي الولايات الأخرى.