أحيت ولاية المدية أمس الاثنين الذّكرى الرّابعة والخمسين لاِستشهاد سي الطيّب الجغلالي قائد الولاية الرّابعة التاريخية بحضور السلطات الولائية والمحلّية، إضافة إلى بعض رفاق الشهيد إبّان الثورة التحريرية. في هذه الذّكرى التي تحييها ولاية المدية، وتحديدا ببلدية العمّارية مسقط رأس الشهيد بوقاسمي الطيّب المعروف ب (سي الطيّب الجغلالي) خلال الثورة التحريرية، اقتصرت المراسيم هذه السنة على الترحّم على روح الشهيد بمقبرة الشهداء بالقطب الحضري بالمدية لتزامنها والشهر الفضيل، في حين أحيي مجاهدو العمّارية هذه الكرى كذلك على مستوى البلدية مسقط رأسه عام 1908، وقد تطرّق كالعادة بعض رفاق الشهيد إلى خصاله الأخلاقية والنضالية إلى غاية استشهاده بتاريخ 29/07/1959 في كمين نصب له في جبل أقعيقع بالجلفة رفقة قرابة 13 من خيرة مجاهدي الولاية الرّابعة التاريخية من قِبل قادة الولاية السادسة التاريخية، حسب الشهادات الموثّقة ببعض مجاهدي الجهة. سي الطيّب الجغلالي حفظ القرآن الكريم في زاوية الوزانة بالعيساوية، وفي 1937 انخرط في صفوف الحركة الوطنية ذات الاتجاه الاستقلالي (أي حزب الشعب بزعامة أحمد مصالي الحاج)، وأنه كان ضمن مؤسسي حزب الشعب الجزائري رفقة أحمد بوشعيب وسويداني بوجمعة...)، ما أهّله في أن يلعب دورا هامّا في تنظيم خلايا الثورة بعد الحرب العالمية الثانية بمنطقة المدية والبليدة، ليعيّن عضوا في مجلس الولاية الرّابعة التاريخية عام 1956 تحت مسؤولية العقيد الصادق قائد هذه الولاية، ولفطنته وشجاعته وصفه سي امحمد بوفرة قائد الولاية الرّابعة بالمرشد السياسي بين التاريخية الأخرى بعبارة (السفير المتجوّل). وحسب شهادة الرّائد سي لخضر بورقعة فإن الطيّب الجغلالي شدّ الرّحال إلى الولاية الأولى، الموصوفة بالمنطقة المعقّدة لظهور عدّة حركات مسلّحة ضد الثورة التحريرية. بعدها تابع الشهيد رحلته إلى تونس، أين تعرّف على القائد سي الحوّاس، وبعد لقاء العقداء المشهور في شمال قسنطينة تبادل الحضور فيما بنيهم الهدايا والمتمثّلة في الصور والعلم الوطني والأسلحة. أمّا سي الحوّاس فقد سلّم ل (سي الطيّب الجغلالي) المجاهد الشهيد محمود باشن وهو يقول: (إليك هذا المجاهد لمحاربة حركة المصاليين في الوسط). وبالفعل فقد وقعت معارك طاحنة بين حركة المصاليين والثورة التحريرية في الوسط على وجه الخصوص لعوامل جغرافية وثقافية وسياسية واقتصادية انتهت بسحق الحركة المضادّة للثورة، كما حاول اغتيال رئيس بلدية (شامبلان سابقا) العمّارية حاليا عام 1942 ليصبح مطلوبا لدى السلطات الفرنسية، ما جعله يتنقّل متخفّيا عن البوليس الفرنسي بين بني جغلال معقل أخواله بتابلاط والعاصمة ليسقط شهيدا رفقة أزيد من 13 مجاهدا من خيرة شباب الولاية الرّابعة التاريخية، خاصّة من المدية، بينهم محمود باشن نتيجة مؤامرة النقباء وحبّ الزعامة.