خوفا من الاصطدام بالندرة * ندرة بعض المواد إن لم نقل أغلبها، هو سيناريو متكرر خلال المناسبات الدينية، لاسيما خلال العيدين المباركين بسبب دخول أغلب المحلات في عطلة مفتوحة على الرغم من المهام الحساسة التي تربط التجار بالمستهلكين بصفة مباشرة من حيث توفير بعض المواد الاستهلاكية خاصة الضرورية منها، على غرار الحليب والخبز والخضر إلى غيرها من الحاجيات التي تلزم المواطنين بصفة يومية. يحتك المواطنون بتلك المواقف رغم التوصيات التي باشرتها وزارة التجارة لإرغام أصحاب المحلات على فتح أبواب محلاتهم للزبائن وفرض عقوبات تصل إلى الغلق لمدة شهر، لم تردع تلك الإجراءات بعض المتخلفين عن نشاطاتهم خلال المناسبات واستمروا على سابق عهدهم وواصلوا غلق محلاتهم خلال المناسبات الدينية. الأمر الذي دفع جل الأسر إلى تدبر أحوالها وراحت إلى تخزين مختلف المواد الضرورية على رأسها الحليب والخبز كمادتين تشهدان الندرة خلال العيد المبارك وما دل على ذلك هو خلو رفوف بعض المخابز في وقت مبكر وكذلك الحال بالنسبة إلى صناديق الحليب التي تنفد في لمح البصر، فمواصلة بعض التجار لسلوكاتهم وظهور أغلب المحلات موصدة الأبواب أفقد الثقة للمواطن وراح إلى الإفلات من الندرة الحادة بالتوفير المبكر للمواد وتخزينها وإراحة ضميره من المتاهات التي يواجهها في كل مناسبة ما من شأنه تعكير أجوائها السعيدة. اقتربنا من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم، فأجمعوا على أن القليل من التجار ممن استجابوا إلى نداء وزارة التجارة واستقبلوا الزبائن بمحلاتهم وغاب حضور أنشطة ضرورية، على غرار المخابز ومحلات المواد الغذائية التي يحتاجها الكل ولم تردعهم العقوبات المسلطة عليهم. السيدة (مريم) من بلكور قالت إنها احتاطت في هذه المرة وراحت إلى جلب الخبز وكذا الحليب بكميات مضاعفة لكي لا تصطدم بالمشكل الذي واجهها في عيد الفطر المبارك حيث لم تظفر بالمادتين معا مما أجبرها على تحضير الخبز التقليدي وكذا الاستعانة بمسحوق الحليب كحلين اضطرت إليهما لاستقبال ضيوفها في العيد، وأضافت أنها مآسي يصطدم بها الزبون خلال المناسبات الدينية في كل مرة. أما السيد (عادل) فقال إنه يتذكر ما عايشه في السنة الماضية، أين حتّمت عليه الندرة الانتقال كيلومترات لأجل جلب الخبز بعد خلو المخابز التي تقرب حيه من المادة وغلقها وذهاب عمالها إلى ولاياتهم الداخلية من أجل اجتياز مناسبة العيد، أما في هذه المرة فقد جلب مادة الخبز بصفة مضاعفة وخزنها بالمبرد وكذلك الحال بالنسبة إلى مادة الحليب هي الأخرى التي تشهد ندرة حادة. لم نهمل رأي التجار وحمنا من حولهم واستفسرناهم حول مدى استجاباتهم لقرارات وزارة التجارة حول دوام عملهم في المناسبات الدينية منهم من رأى ضرورة احترامها ومنهم من رآها أنها مساس بحقهم وفيها حرمان لهم من اجتياز المناسبات. تاجر من باب الوادي قال إنه بحكم أنه مستأجر للمحل فهو يخضع للتعليمات التي فرضتها وزارة التجارة عليهم تفاديا للعقوبات المسلطة والتي تصل إلى غلق المحل لمدة شهر، وقال إن تلك الإجراءات هي ناجمة عن تضرر الزبائن من عدم توفير المواد الضرورية في المناسبات وأضاف أن اللوم لا يقع دوما على التجار بل حتى على موزعي الحليب الذين عادة ما يتخلفون عن القيام بمهامهم حتى ولو فتح التاجر محله. أما تاجر آخر فعبر بالقول إنه مثله مثل بقية البشر له الحق في اجتياز العيد مع أسرته، لاسيما عيد الأضحى المبارك المتعلق بالنحر وقال إنه سوف يستأنف عمله مباشرة بعد الفراغ من عملية النحر ليتفادى العقوبات التي تفرضها الوزارة الوصية وبغرض توفير بعض الحاجيات التي لطالما اشتكى المواطنون من فقدانها خصوصا أنه تاجر في المواد الغذائية العامة. ومثلما جرت العادة فإن المخابز سوف تستقبل زبائنها في الصباح الباكر من يوم العيد بغية توفير المادة لتسدل ستائرها في وقت صلاة العيد والنحر وتعود بعضها إلى العمل مباشرة بعد عملية النحر وكذا في اليوم الثاني حسب ما أعلمنا به بعض أصحاب المخابز على مستوى العاصمة.