أفراح كأس العالم تعم أرجاء الجزائر سطّر المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم صفحة جديدة من صفحات المجد الكروي، حين انتزع تأشيرة المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 المقرر إقامتها الصيف القادم "ببلد كرة القدم" البرازيل، وذلك بعد نجاحه في إلحاق الهزيمة بضيفه منتخب بوركينافاسو، بنتيجة هدف نظيف في المباراة التي جمعتهما أمسية الثلاثاء لحساب إياب الدور الفاصل المؤهل للمونديال. وما إن أطلق الحكم السينغالي بادارا دياتا صافرة نهاية المباراة التاريخية بين الجزائر والسينغال، حتى أطلق ملايين الجزائريين العنان لفرحة هيستيرية بعد أن أهداهم مجيد بوقرة ورفقاؤه تأشيرة رابع مشاركة مونديالية للجزائر، ليكون "الخضر" ممثلا وحيدا للكرة العربية في مونديال البرازيل. ولم يكن تأهل المنتخب الوطني للطبعة العشرين لكأس العالم سهلا، فبعد الهزيمة "الظالمة" التي تكبدوها في لقاء الذهاب بواغادوغو (3-2)، احتاج "الخضر" إلى كثير من الجهد لافتكاك بطاقة العبور للمونديال. وبعد تضارب كبير في الأنباء بخصوص التشكيلة، قبل ساعات من انطلاق المباراة، اعتمد خليلوزيتش على حارس اتحاد العاصمة كأساسي، ليجد مبولحي نفسه احتياطيا مع "الخضر" لأول مرة منذ مدة طويلة، وأشرك المدرب كلا من مهدي مصطفى ومهدي لحسن في وسط الميدان الدفاعي، ليتأكد استبعاد سفير تايدر من التشكيلة الأساسية، فيما لعب خوالد وغولام كظهيرين، وجاءت التشكيلة الأساسية كالآتي: زماموش، خوالد، غلام، مجاني، بوقرة، مصطفى، لحسن، براهيمي، سوداني، فيغولي، سليماني. وبدا الارتباك الناتج عن الضغط واضحا على رفقاء زيماموش، حيث كثرت الأخطاء الفردية والجماعية، وانتظر الجزائريون إلى غاية الدقيقة ال22 ليشاهدوا أول فرصة حقيقية للخضر حين رفع غلام كرة نموذجية انبرى لها سليماني برأسية مرت جانبية، وهي الفرصة التي أنعشت معنويات رفقاء براهيم قليلا، فحاول هذا الأخير استغلال مهاراته لصناعة فرص سانحة للتسجيل، ولكن طغى الارتباك والتسرع على بقية أطوار الشوط الأول، بينما لم يشكل البوركينابيون خطورة تستحق الذكر على مرمى زيماموش. وبدت الأمور في طريقها للتعقيد مع بقاء 45 دقيقة فقط، ولكن بداية الشوط الثاني للمباراة حملت خبرا سارا للجزائريين، حين نفذ غلام مخالفة قريبة من منتصف الميدان، استقبلها القائد بوقرة ليودع الكرة الشباك، بمساعدة من الدفاع البوركينابي المرتبك، حدث ذلك في الدقيقة التاسعة والأربعين من اللقاء. هذا الهدف حرّر "الخضر" الذين تحسن أداؤهم كثيرا، وشنوا حملات هجومية منظمة، وكادوا أن يضيفوا أهدافا أخرى، بينما عجز منتخب بوركينافاسو رغم المجهودات التي بذلها لاعبوه عن إدراك التعادل. وجاءت الأنفاس الأخيرة للمباراة عصيبة على أعصاب ملايين الجزائريين، خصوصا في لقطة آخر ركنية في اللقاء حين ارتطمت القكرة بالقائم الأيمن لمرمى حارس "الخضر"، لتمر الثواني المتبقية بسلام ويعلن الحكم نهاية المباراة بفوز ثمين وتأهل تاريخي إلى مونديال البرازيل. يُذكر أن المقابلة التاريخية أدارها ثلاثي تحكيم سينغالي يتكون من: بادار دياتا (44 سنة) بمساعدة مواطنيه جبريل كامارة والحاجي سامبا. صايفي: "لا يهم أداؤنا.. المهم تأهلنا" قال اللاعب الدولي المعتزل رفيق صايفي أن الأداء الذي ظهر به "الخضر" في مواجهة بوركينافاسو ليس مهما، فالمهم النتيجة التي حققوها ونجاحهم في تحقيق تأهل تاريخي للمرة الرابعة إلى نهائيات كأس العالم. صايفي الذي كان يتحدث في بلاطو قناة "الجزيرة الرياضية" بدا سعيدا جدا بالتأهل، وقال أنه يفضل الفوز بهدف دون أداء مقنع على أداء جيد وإهدار كل فرص التسجيل.