عن أنس بن مالك أنهم كانوا يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فبينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحفة خبز ولحم من بيت أم سلمة فوضعت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال ضعوا أيديكم فوضع نبي الله صلى الله عليه وسلم يده ووضعنا أيدينا فأكلنا قال وعائشة تصنع طعاما عجلة قد رأت الصحفة التي أوتي بها فلما فرغت من طعامها جاءت به فوضعته ورفعت صحفة أم سلمة وكسرتها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا باسم الله غارت أمكم ثم أعطى صحفَتها أمَّ سلمة وقال طعام مكان طعام وإناء مكان إناء). هذه الحادثة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم تعطي درسا للأزواج في فن التعامل عند أي عارض أو مشكلة إذ أن كثيرا من الخلافات الزوجية مرجعها إلى عدم معرفة فقه الخلاف؛ ففي الحادثة السابقة لو وقعت لأحدنا أمام أهله أو أصحابه أو ضيوفه فكيفلا كان سيتصرف؟ طرحت هذا السؤال لمجموعة فكان الجواب كالتالي: - سأطلقها. - سآخذها إلى بيت أبيها. - لايجمعني بها بيت أبداً. - سأحاول أن أعالج المشكلة. - ياويلها لقد فضحتني. - سأشبعها ضرباً حتى تتأدب مستقبلاً. الرسول صلى الله عليه وسلم في الحادثة السابقة أعطى إشارتين في كلمتين الأولى لأمنا عائشة رضي الله عنها حيث قال (غارت) حتى تنتبه من غيرتها وتدرك خطأها. والإشارة الثانية: في الكلمة الثانية قال (أمكم) كانت للحضور أن دافع عنها فلم يترك مجالاً لأحد أن يتكلم ثم تصرف صلى الله عليه وسلم كأن شيئا لم يحدث وأنهى الأمر في ساعته. قال عليه الصلاة والسلام: (خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي). عند كل مشكلة لابد للزوجين من القيام بحلها وعلاجها في بدايتها مع الأخذ بالوصايا التالية: يقول أحد علماء الاجتماع: لقد دلتني التجربة على أن أفضل شعار يمكن أن يتخذه الأزواج لتفادي الشقاق، هو أنه لا يوجد حريقٌ يتعذر إطفاؤه عند بدء اشتعاله بفنجان من ماء..). ومن الوصايا: 1. التأني والتثبت لمعرفة سبب الخلاف قال صلى الله عليه وسلم: (التأني من الله والعجلة من الشيطان). 2. ليكن الخلاف لتصحيح الخطأ لا لأجل اتهام الآخر بالخطأ. 3. تخيُّر الوقت والمكان المناسب لعرض مشاكل الأسرة ومناقشة حلها. 4. تدبر قول الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). 5. لا تقف عند كل خطأ إذ لا بد من التجاوز مع ضرورة التسامح والتغاضي عن كثير من الأمور قد يكون الخير أحيانا في غير ما تريد أو ما ترى، قال الله تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).