لا يزال قطاع النقل بولاية بومرداس يعاني من عدة نقائص و ثغرات نتيجة لعدة مشاكل على مقدمتها عدم التحكم الفعلي في التسيير لاسيما ما تعلق منها بنقاط الوقوف عبر مختلف الخطوط أو مواعيد الانطلاق التي تخضع لمقياس واحد و هو امتلاء الحافلة و لو استغرقت العملية ساعات عدة دون مراعاة أو أخذ بعين الاعتبار الركاب الذين يكونون على عجلة من أمرهم.. كما تشترك عدة بلديات ببومرداس جملة النقائص كالتجاوزات الناتجة عن عدم احترام الناقلين للخطوط التي تلزمهم بها مديرية النقل خاصة بتلك القرى المعزولة التي يجد فيها المواطن نفسه مجبرا على قطع مسافات تزيد في بعض الأحيان على عدة كيلومترات للالتحاق بالمحطة التي غالبا ما تكون بمركز البلدية أمام تعنت الناقلين بعدم الدخول إلى تلك القرى بسبب عدم صلاحية طرقاتها،هذا فضلا عن النقص الفادح و الملحوظ في وسائل النقل بتلك القرى المعزولة و هو ما يستدعي تدعيم الخطوط و فتح أخرى جديدة و العمل على تشجيع الأشخاص الذين يرغبون في الاستثمار في هذا المجال بإعطاء هذا الأخير عناية من طرف الجهات بالولاية لإعادة ترميم طرق البلديات و فك العزلة عن المناطق الجبلية.. كما على الجهات المعنية على قطاع النقل بولاية بومرداس إخضاع وسائل النقل للتنظيم المعمول بها في النقل الحضري الذي يقوم أساسا على تنظيم الوقت و أماكن التوقف و الاتجاهات تفاديا لحوادث المرور التي باتت تحصدها الطرقات بشكل شبه يومي خاصة على مستوى الطرق الوطنية رقم 24،12 و 05... من جهة أخرى و في السياق ذاته يعرف قطاع النقل ببومرداس انعدام أدنى الشروط بالمحطات فالمتردد عليها أول ما يلفت انتباهه غياب التهيئة بصفة عامة فضلا عن البرك المائية التي تعد الميزة المشتركة بين جل المحطات البرية في فصل الشتاء أو بمجرد تساقط أولى قطرات المطر ،فهناك بعض البلديات لا توجد بها محطة لنقل المسافرين كقورصو ،سي مصطفى و الثنية..و هو ما انعكس سلبا على محيط المدينة،فالازدحام بات الميزة بعد لجوء أصحاب الحافلات إلى المواقف العادية المتواجدة وسط المدينة لمدة طويلة مما أدى إلى استياء السكان الذين أضحوا يزعجون من ضجيج الحافلات التي تتسبب في العديد من المرات في خلق الممرات و المسالك إلى عدة ساعات كما هو الحال بحي " بن رحمون " أحد أكبر أحياء بلدية قورصو.. كما رفع من جهتهم سكان بلدية خميس الخشنة جنوب شرق ولاية بومرداس شكاويهم لأكثر من مناسبة إلى الجهات المعنية بسبب معاناتهم اليومية الناتجة عن النقل بمدينتهم نظرا للضغط الذي أصبحت تعرفه مدينتهم جراء عدم نجاعة مخطط النقل القديم..و هو ما يلزم بالمسئولين القائمين على القطاع إلى التفكير في الحل لإيجاد مخطط مرور جديد بهدف التخفيف عن وطأة الضغط الذي تعرفه مداخل و مخارج الولاية و عليها التفكير بكل جدية في إيجاد حلول ناجعة لأجل فك العزلة عن سكان القرى و تمكين الناقلين من القيام بعملهم على أحسن وجه بتوفير الإمكانات التي يقتضيها قطاع النقل من محطات و طرق للارتقاء إلى مصف النقل في الدول المتقدمة..