أرجأت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة مؤخّرا الفصل في ملف شرطي تابع لفرقة الأمن الحضري ببرّاقي زرع حالة من الرعب في العاصمة بعدما أطلق عيارات نارية من مسدس الخدمة على عدد من المواطنين، إحداها استقرّت في رأس شابّ قبل أن يتمّ توقيفه من طرف عون أمن بالزي المدني. تفاصيل الملف الذي عاد بعد الطعن بالنقض لدى المحكمة، حيث سبق وأن أدين الجاني بالسجن المؤبّد تعود إلى شهر أفريل من سنة 2010، في حدود الساعة التاسعة ليلا عندما أقدم المتّهم الذي كان في حالة سُكر ويحوز على ذخيرة مضاعفة لشحن مسدسه استهلك منها عدّة رصاصات على إطلاق عيارات نارية باتجاه شابّ يعمل في أحد محلاّت بيع الأكل السريع بشارع (العربي بن مهيدي) وسط العاصمة على بعد أمتار قليلة من النصب التذكاري ل (الأمير عبد القادر)، حيث دخل إلى المحلّ وطلب من الضحّية ولاّعة فأجابه الشابّ بأنه لا يملك ولاعة فأشهر الشرطي سلاحه في وجهه ليطلق رصاصة تمكّن هذا الأخير من تفاديها بأعجوبة. واستطاع الشبّان الذين كانوا داخل المحلّ تهدئة الشرطي، ليسارع صاحب المحلّ إلى إغلاق محلّه بعد خروج الجاني واتّصل بمصالح الشرطة. بعدها توجّه الشرطي المتّهم نحو شارع (حريشاد) المحاذي لمقرّ بلدية الجزائر الوسطى وشرع في تحطيم زجاج السيّارات والتلفّظ بعبارات مخلّة بالحياء والاعتداء على كلّ شخص يصادفه في الطريق قبل أن يوجّه طلقات نارية لشابّين كانا على متن سيّارة من نوع (رونو) فأصاب أحدهما على مستوى الرّأس واليد، أمّا الثاني فقد تجنّب الرصاصة ليواصل طريقه، حيث أمسك بأحد المواطنين ووضع السلاح الناري على رأسه مهدّدا إيّاه بالقتل وطلب منه قراءة الشهادة لأنه سيموت، ولحسن الحظّ تمكّن عنصر أمن بالزي المدني من التدخّل وإنقاذ الضحّية وتوقيف الجاني الذي أبدى مقاومة شديدة. وقد تمّت إحالة الجاني على مركز الأمن للتحقيق معه، حيث صرّح بأنه لم يفعل شيئا، ليؤكّد فيما بعد أنه يعاني من ضغوطات نفسية دفعته إلى تناول كمّية كبيرة من الكحول أفقدته وعيه، ما جعله يرتكب تلك الجرائم دون قصد.