وقد جاءت هذه الحادثة عقب قيام قاضي الجلسة باستجواب المتهمين المتورطين في قضية قتل صديقهم وجارهم بحي أول ماي بعنابة وبعد الانتهاء من استجوابهما رجع المتهمان إلى المكان بالمخصص لهما ليتفاجأ الحضور بقيام أحدهما بالاعتداء على الآخر بالضرب ومحاولة الدخول في نزاع ليتدخل مباشرة أعوان الأمن لفكهما والتحكم في الوضع قبل أن يتفاقم. المتهمون حطموا رقبة صديقهم بحبل وعذبوه ثم ذبحوه من الوريد إلى الوريد القضية التي اهتز لها كل من حضر جلسة المحاكمة على مستوى مجلس قضاء عنابة لا سيما وأن أبطالها أصدقاء مقربون جدا للضحية المدعو (ت.ع) البالغ من العمر 29 سنة الذي يعمل «فرودار» حيث راح ضحية جريمة شنعاء وصفت بالفعل الإرهابي خاصة وأن ليس لها أي دافع وراء ارتكابها وعن تفاصيل الواقعة من خلال ما جاء في الجلسة تعود إلى 2012/09/15 حيث قام صاحب قطعة أرض ببلدية الشرفة بإبلاغ الدرك الوطني عن جثة شخص مجهول مرمية بغابة المراونة عليها آثار اعتداء وعنف وذلك بعد أن وجد بقعة كبيرة من الدم حيث اقتفى أثرها لمسافة 20 مترا ليعثر بذلك على الجثة لتتدخل مصالح الدرك على الفور حيث تبين من خلال رخصة السياقة الموجودة بجانب الجثة أنها للضحية المدعو (ت.ع) وبعد تحريات الدرك تم سماع صديق الضحية المسمى (م.ع) الذي صرح أن الضحية كان عازما على شراء سيارة فطلب منه المتهم الأول (ع.س.ه) البالغ من العمر 30 سنة أن يقرضه مبلغا من المال ليشتري بدوره سيارة فرفض الضحية وفي يوم الواقعة كان هذا الأخير في سوق السيارات فاتصل به المتهم الأول هاتفيا. وأخبره بتنازله عن شراءها السيارة التي دفع عربونها واقترح عليه الحضور لمعاينتها إن أراد شراءها فوافق الضحية على ذلك، وخلال سماع المتهم (ع.س.ه) من قبل مصالح الدرك الوطني أنكر ذلك وأنه لم يتصل بالضحية وبعد مواجهته بالاتصالات التي أجراها معه تراجع عن الإنكار وأوضح أنه في خلاف مع الضحية حيث قام بترصده رفقة المتهم الثاني (ق.ع) بغرض قتله وكذلك المتهم الثالث (م.ف) حيث اتفقوا جميعا في منزل (ق.ع) بتاريخ 2012/09/14 ليلا ووضعوا خطة لتنفيذ تلك الجريمة من خلال إيهام الضحية بعثورهم على سيارة واقترحوا عليه الحضور لشرائها فوافق على اللقاء أعدوا سكينا وحبلا لشنقه وعند حضور الضحية انتقلوا معه إلى مشتته لمراونة ببلدية الشرفة بحجة أن بائع السيارة المزعومة يوجد في المنطقة المذكورة وبوصولهم إلى الغابة قام (ق.ع) بشنق الضحية من الخلف بالحبل بينما قام (ع.س ه) بطعنه بالسكين على القلب ثم أعادوا خنقه إلى أن تحطمت فقرات رقبته وجره إلى الأحراش وذبحوه من الوريد إلى الوريد وبعد التأكد من موته غرزوا مقبض السكين الذي تحطم وقاموا بدقه بواسطة الحجر على مستوى الصدر وانصرفوا ليتولى بذلك (م.ق) قيادة السيارة حيث اتجهوا إلى أحد المحلات بعين الباردة واشتروا ثيابا جديدة كما قاموا غسلوا السيارة في محطة غسل السيارات ثم افترقوا الضحية قام بسحرنا مستغلا فتاة وهو ما دفعنا إلى قتله وقتلها صرح المتهم (ع.س.ه) خلال مجريات التحقيق وكذلك أثناء جلسة المحاكمة أن الضحية (ت.ع) جاره وصديقه ومنذ شهر تلقى اتصالات هاتفية من أشخاص مشعوذين أخبروه أن الضحية هو الذي سحره فسبب له مرضا وهو ما جعله شديد الغضب حيث طلب من الضحية أن يزيل عنه ما صنع فرفض ذلك ليقرر الاحتيال عليه للحصول على مبلغ مالي للعلاج حيث وبتاريخ الوقائع وأثناء تناول العشاء في منزل (ق.ع) مع (م.ف) اتفقوا على طلب مبلغ 50 ألف دينارا من الضحية للعلاج وفي حال رفضه يقومون بقتله، وفي اليوم الموالي اتصل المتهم (ع.س.ه) بالضحية الذي كان في سوق السيارات وأوهمه بوجود سيارة للبيع واقترح عليه الحضور لرؤيتها ثم أعدوا حبلا وسكينا وبحضور الضحية اتجهوا إلى مشتة لمروانة ببلدية الشرفة وتوقفوا في الغابة حيث قام المتهم (ق.ع) بشنقه بالحبل ثم قام هو بسحبه من رجليه وتولى (ق.ع) ضربه بعدة طعنات ورموه في الأحراش بعد أن تأكدوا من موته ليتم بعد ذلك بتجريده من مبلغ 25000 دج ورموا رخصته للسياقة بجانبه مضيفا في ذات السياق أن سحره من قبل الضحية حدث بطلب من فتاة كانت بينهما علاقة غرامية فوضع الضحية «الطلاسم« في القهوة مقابل مبلغ مالي من تلك الفتاة التي قام أيضا مع المتهمين (ق.ع) و(م.ف) بذبحها في مدينة الشط، إلى ذلك وبعد سماع جميع المتهمين و الشهود ووالد الضحية بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة الإعدام لجميع المتهمين لخطورة الواقعة وبعد النظر في القضية تم النطق بحكم المؤبد لكل من (ع.س.ه) و (ق.ع) و20 سنة سجنا نافذا للمدعو (م.ف) عن تهمة تكوين جمعية أشرار والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.