عاد شبح العزلة أمس ليخيم من جديد على ولاية جيجل متسببا في عزل هذه الأخيرة عن الولايات المجاورة وتحديدا بجاية ، قسنطينة وميلة وذلك بعدما تم تسجيل عديد الانهيارات الصخرية وانجراف التربة بعدد من النقاط الحساسة المتواجدة على الطريقين الوطنيين رقم (43و27) .وقد عرف الطريق الوطني رقم (27) في شقه الرابط بين ولايات جيجل ، ميلة وقسنطينة زوال أمس الأحد تساقط كميات كبيرة من الحجارة بالقرب من مدخل بلدية سيدي معروف التي تبعد بنحو (75) كلم عن عاصمة الولاية جيجل وهو ما تسبب في قطع الحركة بين جيجل وبقية الولايات الشرقية وتحديدا ميلة وقسنطينة لأكثر من ساعة ، حيث تطلب الأمر الاستنجاد بآليات ثقيلة لإزاحة أكوام الأتربة والحجارة التي هوت في عرض الطريق مما أجبر الآلاف من المسافرين على البقاء بمركباتهم في انتظار انفراج الوضع وذلك وسط موجة من الخوف الذي تملك بعض المسافرين ممن خشوا على حياتهم من هذه الانجرافات والانزلاقات الصخرية التي بدأت منذ عطلة نهاية الأسبوع المنقضي وتسببت في غلق الطريق المذكور لعدة مرات .وإذا كانت الصورة بدت قاتمة على الضفة الشرقية لعاصمة الكورنيش فإن الأمور لم تختلف كثيرا على الضفة الأخرى أو بالأحرى الغربية حيث تسبب صعود المياه وبلوغها مستوى الطريق الوطني رقم (43) في شقه الرابط بين جيجلوبجاية في تعطيل الحركة بين عاصمتي الكورنيش والحماديين لعدة ساعات ، الأمر الذي أجبر المئات من المركبات على سلك بعض المحاور الطرقية العابرة لأعالي ولاية بجاية في محاولة لتفادي المرور عبر المقطع الذي غمرته المياه من الطريق الوطني رقم (43) إلى درجة أن عشرات السيارات المتوجهة الى جيجل والتي قدمت في أغلبها من العاصمة تاهت وسط هذه المحاور ومنها من اضطرت إلى العودة من حيث أتت .وقد تسببت هذه الانزلاقات المزدوجة في عزل عاصمة الكورنيش جيجل عن محيطها الجغرافي وذلك في سابقة فريدة عادت بأذهان الجواجلة الى الشهور الخوالي حين تسبب غلق الطريق بين جيجلوبجاية لإنجاز أنفاق جديدة بهذا الطريق وكذا مطار فرحات عباس في عزل الولاية (18) لفترة طويلة ولو أن الكثيرين يتخوفون من سيناريو أسوأ خلال الأيام المقبلة في حالة تواصل الإضطرابات الجوية وتواصل هطول الأمطار التي تسببت في انزلاقات غير مسبوقة للتربة بعدد من المحاور الطرقية بسبب تشبع التربة بمياه الأمطار وعدم معالجة مواقع الإنزلاقات في الموعد المحدد .