باشرت مصالح الدرك الوطني تحقيقات مع مختلف الصناعيين المتواجدين على شريط واد سيبوس بعنابة بخصوص الكارثة الايكولوجية والبيئية التي تسببت في نفوق وموت الأطنان من الأسماك مع بداية شهر أوت المنصرم بهدف معرفة الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة الغريبة على الرغم من أن أولئك الصناعيين ينشطون منذ عدة سنوات إلا أن هذه الظاهرة بدأت في الظهور خلال المدة الأخيرة وخاصة خلال فصل الصيف وهذا ما كشف عنه حليمي علي رئيس الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث أمس خلال تنشيطه ندوة صحفية حول حماية الأدوية من مخاطر النفايات السائلة والصلبة على اعتبار أن مياه الأودية معرضة للتلوث من تلك النفايات الصناعية بنوعيها الصلبة والسائلة. نتائج تحاليل الدرك تؤكد وجود بيكتيريا سامة بالمياه بحسب المعلومات التي تلقتها الجمعية فإن التحقيقات التي قامت بها مصالح الدرك الوطني وإجرائها التحاليل على العينات من الأسماك الميتة التي أخذتها من واد سيبوس على إثر الحادثة مباشرة وتحويلها إلى المخبر الجنائي في العاصمة فإن النتائج تعتبر خطيرة نظرا لاحتوائها على بيكتيريا ومخالفات كيميائية سامة وهذا في انتظار الإعلان النهائي عن تلك النتائج من قبل ذات المصالح حيث اعتبرت الجمعية بأن هذه الظاهرة خطيرة ويجب معرفة المتسبب فيها وخاصة بعدما باتت وطنية حيث أنها الآن بولاية جيجل بعدما مرت بولاية سكيكدة ولهذا يجب تظافر الجهود بين مختلف الجهات المعنية لأن الخطرة أصبح يهدد كل الكائنات حتى الأمن الغذائي وبالأخص في ظل غياب الرقابة. جمعية حماية البيئة تتهم مديرية البيئة بالتعتيم وإخفاء الحقيقة وفي ذات السياق وأثناء مداخلة رئيس حماية البيئة حول التحقيقات التي باشرتها مختلف الجهات المعنية خلال الظاهرة الإيكولوجية والمتمثلة في نفوق أطنان من الأسماك بواد سيبوس ونتائج التحاليل التي قامت بها بعد أخذ عينات من الأسماك فإن نتائج مديرية البيئة التي أكدت بأن موت الأسماك طبيعي وهذا ما جعل الجمعية تتساءل عن المعايير التي استندت إليها المديرية خلال عملية التحاليل وفي حال كانت هناك أسباب أخرى على اعتبار أن الظاهرة غير عادية فإن المديرية تقوم بالتقييم وإخفاء الحقيقة ونظرا لأن الوضع خطير فكيف كل تلك الأطنان يكون موتها طبيعيا حيث أن مصالح البلدية قامت بجمع الأسماك الميتة في ثلاث شاحنات والقيام بردمها ودفنها على مستوى المفرغة العمومية بالبركة الزرقاء وهذه النتيجة بأن الموت طبيعي كان مفاجأة مقارنة بنتائج الدرك الوطني هذا فيما تبقى باقي المصالح على غرار مديرية الصيد البحري والصحة لم تكتشف عن نتائج التحاليل. يجب معرفة السبب الحقيقي للظاهرة دعت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث كل الجهات المعنية إلى ضرورة الكشف عن السبب الحقيقي وراء ظاهرة نفوق الأسماك لأنها انتقلت إلى الطيور حيث أن كل الطيور التي أكلت الأسماك الميتة ماتت ليبقى الخطر يحذق بالبشر بعد ترويج بعض الأسماك المسمومة بالأسواق وبيعها للمواطنين ولهذا يجب معرفة المصدر الرئيسي للكارثة الايكولوجية. 99 بالمئة من شبكة الأدوية ملوثة بالنفايات بحسب الأبحاث والدراسات العلمية التي قام بها الخبراء فإن تلوث مياه شبكة الأدوية وصل إلى درجة 99 بالمئة ملوثة بالنفايات السائلة والصلبة حيث قدرت النفايات الصلبة بحوالي 700.300 1 طن سنويا وأما النفايات السائلة فإن الزيوت المستعملة الصناعية تقدر بحوالي 167 مليون متر مكعب سنويا منها 7 ملايين متر مكعب سنويا زيوت الأسكرال والمياه المستعملة تقدر ب 800 مليون متر مكعب سنويا تعالج منها حوالي 60 بالمئة في محطات معالجة وتطهير المياه المستعملة وفيما يخص المياه المحملة بالمعادن الثقيلة الصناعية تقدر ب 280 مليون متر مكعب سنويا والتي تصب في مياه الأودية. التأكيد على متابعة المتسببين قضائيا أكدت الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث بأنها بعد الحادثة المتعلقة بتسمم الأطنان من الأسماك بواد سيبوس بعنابة قد رفعت شكوى ضد مجهول لدى الجهات القضائية وهي تنتظر نتائج التحاليل المخبرية لمعرفة أسباب تسمم أطنان من الأسماك ليتم متابعة المتسببين في الحادثة قضائيا وتطبيق القوانين المتعلقة بحماية البيئة لوضع حد لهذه الأضرار الملحقة بالثروة الحيوانية والصحة العمومية وكما أن هذه الظاهرة قد انتقلت إلى بعض الولايات الساحلية بكل من واد الكبير بولاية سكيكدة وواد جن جن ومنشة بولاية جيجل وقد جاءت هذه التصريحات على هامش الندوة الصحفية التي تنشطها الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث حول حماية مياه الأودية من مخاطر النفايات السائلة والصلبة بمنتدى الباكس بعنابة.