استقال أمس الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني"عمار سعداني" رسميا من قيادة الافلان مرجعا اسباب استقالته لظروفه صحية على عكس ماشيع بأن القيادة العليا في البلاد هي من ارغمته على الرحيل بعد مااطلقه من اتهامات لرئيس الحكومة الاسبق"عبدالعزيز بلخادم" ومدير المخابرات الاسبق"محمد مدين" المعروف بالجنيرال توفيق"، ليخلفه بذلك وزير الصحة سابقا "جمال ولد عباس" الذي اكد بأن خلافته لسعداني لن تكون مؤقتة وانما لغاية سنة 2020. “ أريد ان أقدم لكم استقالتي وارجو أن توافقوا عليها فالقانون الاساسي يعطي لاي عضو في الحزب الحق في الاستقالة ، وتابع القول “اصر على استقالتي حتى وان كانت مرفوضة فهي مقبولة ورجائي منكم ان تقبلوها فالمصلحة العامة للحزب تحتم ذلك وهو لايحتاج لاي خدش ولقد كنت رئيسا للمجلس الشعبي الوطني وتركته وهو يسير كما سيكون الحال بالنسبة للافلان سأتركه وسيأتي فلان او علان واوصيكم بالجزائر ثم الجزائر ثم الجزائر “ هي عبارة الوداع الذي ودع بها سعداني الحزب الذي حكمه لاكثر من ثلاث سنوات، وأردف فور انتهاء اجتماع اللجنة المركزية في دورتها الثالثة، مخاطبا بذلك اعضاء اللجنة الذين رفضوا بشدة قبول استقالته، ليرد عليهم هذا الاخير “ أنا مصر على الإستقالة حتى وان رفضتم فهي مقبولة حسبما كان متوقعا . وقد طرح سعداني سؤالا على اعضاء اللجنة المركزية “من منكم رافض لوجودي على راس الحزب العتيد ليردوا”تحيا الجزائر تحيا سعداني ليعلن بعدها استقالته ويقدم وزير الصحة الاسبق والعضو بمجلس الامة “جمال ولد عباس” كخليفة له لفترة مؤقتة الى حين انتخاب أمين عام لذات التشكيلة لتسييرها بالنيابة باعتباره الأكبر سنا في اللجنة المركزية للحزب على عكس ما ادلى به المسؤول الجديد للافلان والذي اكد بأنه قد تمت تزكيته وانه سيبقى على راس الحزب الى غاية 2020. هذا وقال عمار سعداني بعد قراءة البيان الختامي للجنة المركزية” ان غيابي لأكثر من ثلاثة أشهر كان لاسباب صحية، وإن اعلاني لاستقالتي هو الاخر راجع لاسباب صحية ملمحا دون ان يقولها بالحرف الى ماتم تداوله مؤخرا و بأن سيستقيل تحت ضغط من السلطات العليا للبلاد وبالتحديد من بوتفليقة الذي اصر حسبما قيل على ابعاده من قيادة الحزب بعد تصريحاته الاخيرة حول الرجل الأول سابقا في المخابرات ورئيس الحكومة الاسبق”عبدالعزيز بلخادم” بخيانته للوطن . وفور انطلاق اشغال الدورة الثالثة للجنة المكزية لحزب جبهة التحرير الوطني بدى الامين العام للحزب سابقا”عمار سعداني” متوترا نوعا ما والذي حظي بتصفيق حار من بعض الوجوه البارزة لاسيما الوزراء فيما عادا وزيري العلاقات المغاربية”عبدالقادر مساهل” وكذا وزير العلاقات مع البرلمان سابقا”الطاهر خاوة” في المقابل حظي وزير العدل”الطيب لوح”باستقبال حار هو الاخر من طرف اعضاء اللجنة المركزية ماجعل البعض يفسر بأن ذلك يرجع لامكانية خلافته لسعداني خلال الدورة الثالثة للجنة المركزية للافلان التي مرت بسلام بغياب مناوئي بلخادم والتي طغت عليها اشاعة استقالة عمار سعداني وسط رفض اعضاء اللجنة المركزية والنواب التصريح للصحافة ماعزز الاشاعة التي تحولت الى حقيقة بعد اعلان الرجل الاول في الافلان استقالته منذ انطلاقها بدأت بتخوين المعارضة ولم تتوقف عند تخوين “توفيق” و”بلخادم “ أخطاء قاتلة عجلت بالإطاحة بسعداني من على رأس الحزب العتيد عادل أمين ارتكب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني المستقيل “عمار سعداني” أخطاء قاتلة أحدثت صدعا كبيرا بينه وبين خصومه السياسيين وأبناء الحزب الواحد وتسبب تصريحاته الافتزازية وأحيانا المثيرة للجدل في تنامي غضب سياسي وشعبي في البلاد والتي زادت حدتها الاستحقاقات الانتخابية القادمة الأمر الذي كاد أن يقود الحزب إلى المجهول. خلال فترة رئاسة” عمار سعداني “ لأمانة الحزب العتيد توالت خلالها أخطاء إستراتيجية كادت أن تنسف بالحزب وقيادته الحالية بقيادة سعداني إلى الهاوية .أخطاء لم تقتصر بحسب المتتبعين للشأن السياسي في البلاد على عدم قدرته في احتواء المعارضة بداخل الحزب على غرار جماعة بلعياط التي تطالب بإسقاطه مهما كلف ذلك من ثمن بل تعدت الخطوط الحمراء بالخوض في ملفات حساسة لا علاقة له بها على غرار التصريحات التي أطلقها حول قضية الصحراء الغربية والتي أثارت كثيرا من التساؤلات والاستفاهمات والتأويلات حيث قال “ ان قضية الصحراء الغربية عندي فيها ما أقول ولا بد أن نصارح فيها الشعب الجزائري وبالتالي سيأتي يوم أتكلم فيها” . مضيفا “لو أتحدث عن القضية الصحراوية سيخرج الناس إلى الشارع “ هذه التصريحات التي وضعت وقتها السلطة في حرج واضطرت من خلال العديد من المسؤولين في الدولة إلى توضيح الموقف الثابت للجزائر إزاء القضية كما أثار هذا التصريح قلق الرجل الأول في البلاد حيث بادر الرئيس “ عبد العزيز بوتفليقة” سريعا باستقبال رئيس الجبهة الراحل” محمد عبد العزيز” وهو ما يعد حسما للجدل الذي أثارته تصريحات سعداني وتأكيدا لدعم الجزائر اللامشروط لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وبخصوص الأوضاع السياسية في المنطقة تميزت أخطاء “عمار سعداني” بتصريحاته المثيرة حيث أكد -على سبيل المثال- في نهاية شهر ماي 2016 أن الجزائر مستهدفة “بثورات الربيع العربي” موضحا أن هذا الاستهداف سببه أنها “البلد الوحيد الذي يرفض التطبيع مع الصهاينة” وذكر في التصريح نفسه أن “الجزائر مستهدفة لأن لها مقومات قيادة المغرب العربي والمنطقة العربية ككل. كما أن الصداع الذي بدأ صاحب التصريحات المثيرة للجدل يسببه للجميع بمن فيهم صناع القرار بدا بالتنامي بعد الهجوم المستمر على مدير ديوان رئاسة الجمهورية “ أحمد أويحيى “ أمين عام الأرندي الذي اتهمه علنية بعدم الإخلاص للرئيس . تلك الاتهامات التي رد عليها “ أويحيى “ بحنكة سياسية كبيرة فضلا عن إحداث سعداني أول “بدعة سياسية” بتوجيه أصابع الاتهام لرئيس دائرة الاستعلام في الجيش الوطني الشعبي السابق” محمد مدين “ المدعو “ توفيق” بالضلوع في عدة أزمات عرفتها البلاد واتهامه بوقوفه وراء العديد من قادة الأحزاب وبدون دليل على غرار الأمينة العام لحزب العمال “لويزة حنون” التي اتهمها بان حزبها شيوعي حيث صرح بأنه مستعد للاستقالة إن تلفظت حنون بالبسملة ووصل به الاتهام لدرجة أنه وصفها بأنها أصيبت بهستيريا بعد سقوط عرابها في إشارة ضمنية منه إلى رئيس دائرة الاستعلام والأمن الفريق “محمد مدين” ولم يتوقف سعداني عند ذلك الحد بل ذهب إلى درجة قوله إنها كانت جاسوسة عند عرابها بعدما منحها الفيلا التي اتخذت منها مقرا لحزبها بالحراش. ولعلى آخر ما جاد به “سعداني “ على المشهد السياسي وصفه للجنرال توفيق الذي وصفه بأنه رأس حربة ضباط فرنسابالجزائر واتهامه بالوقوف وراء رسالة المجاهدين الذين طالبوا برحيله من على رأس الأفلان. حيث قال إن مجموعة “ضباط فرنسا” فقدت التأثير بذهاب ضباطها وعليها اليوم أن تتعامل مع المؤسسات مشيرا إلى مجموعة ضباط فرنسا هي من سيرت المرحلة خلال التسعينيات . كما اتهم الجنرال توفيق بإثارة الفتنة بغرداية وأنه أيضا من جلب الناشط السياسي “رشيد نكاز” إلى الجزائر للتشويش على الرئاسيات . مضيفا الجنرال” مدين” فقد كل شيء وهو يلعب الآن أوراقه الأخيرة . كما كان لرئيس الحكومة الأسبق “عبد العزيز بلخادم” نصيب من الاتهامات حين دعا الصحفيون للتحقق مع من كانت أسرة بلخادم مع الثورة أم مع فرنسا هده التصريحات التي استوجبت ردا قويا من عائلة بلخادم وكذلك من رئاسة الجمهورية التي وعلى “ لسان بلخادم “ اعتذرت منه على تلك التصريحات الغير مسؤولة فضلا عن اعتذار الوزير الأول “ عبد المالك سلال” لبلخادم على تصفيق الوزراء الدين صفقوا على تلك التصريحات المشينة . من جهتها تتهم أحزاب المعارضة والمولاة الأخرى أمين عام الأفلان السابق بتلويث الساحة السياسية من خلال المال الفاسد” الشكارة” الذي مكن بعض رجال المال والأعمال من الاستحواذ على مفاصل هياكل الحزب وكذلك من خلال التصريحات التي يطلقونها من حين لآخر في حق الشخصيات الوطنية وأحزاب المعارضة . خصوم سعداني يرحبون باستقالته من أمانة الحزب رحب خصوم الأمين العام للأفلان المستقيل “عمار سعداني “ عشية أمس بقرار الاستقالة أمام أعضاء اللجنة المركزية للحزب المجتمعة أمس بفندق الأوراسي. وحسب مصادر قريبة من جماعة عبد الرحمان بلعياط فإن “سعداني “ أرغم على تقديم الاستقالة من طرف رئيس الحزب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قبل إقالته بسبب تماديه في توجيه الاتهامات على الشخصيات الوطنية و عدم قدرته في لم شمل أبناء الحزب الواحد عشية الانتخابات التشريعية التي يستوجب لم شمل الجميع من أجل تحقيق الفوز للحزب . كما دعا المصدر المكتب السياسي الحالي برئاسة الوزير السابق “ جمال ولد عباس” إلى الدعوة لعقد مؤتمر استثنائي جامع قبل نهاية العام الجاري لانتخاب قيادة جديدة وإعادة الشرعية للحزب من أجل التحضير الجيد للاستحقاقات المقبلة مجددا دعم الحزب إلى برنامج رئيس الجمهورية الرئيس الفعلي للأفلان. وفي سياق متصل استغربت مصادر من داخل الحزب العتيد من تداول خبر استقالة سعداني في وسائل الإعلام قبل الإعلان عنها بشكل رسمي قبل 04 ساعات والتي احتلت صفحات الفضائيات والمواقع الإعلامية على الانترنت وصفحات الفايسبوك. عادل أمين