أصبحت إشكالية الفيضانات التي تجتاح شوارع وأحياء مدينة عنابة كل تساقط شتوي يؤرق القاطنين والجهات الوصية على حد سواء، في الوقت الذي لا تزال فيه غزارة الأمطار التي تساقط خصوصا بفصل الشتاء تثير مخاوف السكان المتواجدين على وجه الخصوص بالنقاط السوداء كحي ديدوش مراد، إليزا، واد الذهب ومنطقة الكورنيش وتحديدا الأحياء المتواجدة على مقربة من شاطئ ريزي عمر التي أضحت هي الأخرى تعاني من إشكالية الفيضانات والسيول الجارفة مع حلول موسم الشتاء. وفي إطار الحد من تفاقم ظاهرة الفيضانات التي تجتاح الطرقات والشوارع بمختلف الأحياء شرعت السلطات المحلية منها بلدية عنابة بالتنسيق مع مديرية التعمير وشرطة العمران في تكثيف استراتيجياتها قبل حلول موسم التساقط الشتوي الذي يمتاز بغزارة الأمطار. وذلك باتخاذ إجراءات ردعية وتشديد المراقبة على أشغال البناء التي تتسبب مخلفاتها من رمال وأتربة وأحجار وكذا من بقايا خشبية ومعدنية في انسداد البالوعات المتواجدة على مستوى القنوات بالطرقات الرئيسية والثانوية للمدينة كسبيل للحد من الظاهرة السلبية التي تسببت العام الفارط في أضرار مادية معتبرة. وللوقاية كذلك من خطر الفيضانات التي ساهمت بشكل كبير في عزل العديد من الأحياء لساعات وكذا تعطيل حركة المرور والتنقل شرعت شركة SIATA في عمليات واسعة لصيانة المضخات والمحولات بالإضافة إلى حملة تطهير للبالوعات المسدودة والتي خلفها التساقط الغزير للعام الفارط . كما شملت الحملة صيانة 30 محطة رفع المياه والتي تشهد أعطابا متواصلة حيث خصصت لذات العملية 20 مليون دينار. وللإشارة فإن أشغال البناء المختلفة والتي تزامن كل مرة عدم اكتمالها قبل بداية فصل الشتاء مما يرجح إنجاز مشاريع البناء وتموضعها بالأماكن العمرانية كالمشاريع العقارية والبناءات الفردية والعمومية السبب الرئيسي في تراكم مخلفاتها والتي تجرفها السيول كل تساقط نحو البالوعات التي تسد بعد ذلك وتساهم بشكل كبير في بروز المسطحات المائية على مستوى الشوارع والطرقات في الوقت الذي لا يخفى أن مشكل الطرق غير المهيأة كذلك والتي تتسبب في تراكم مياه السيول والأوحال على مستواها والتي وضعت السكان في مأزم دائم خاصة فيما يخص التنقل والخسائر المادية على مستوى البنايات، مما ساهم كذلك في تفاقم الفيضانات واستفحالها عبر شوارع المدينة النسيج العمراني والذي تكاثف السنوات الأخيرة بفضل النمو السكاني. مما تسبب في قلة أو انعدام المنافذ التي تسمح بسيلان المياه الجارفة المتساقطة نحو البحر وتراكمها بالطرقات والشوارع كآخر مطاف لها. بكاي يسرا