عاشت ولاية عنابة ظهيرة البارحة حركة احتجاجية وأعمال شغب بالغة، خلفت اختناق أكثر من 60 متظاهرا بالغازات المسيلة للدموع ، وإصابة ثلاثة أعوان امن بجروح متفاوتة الخطورة على مستوى حي ديدوش مراد، الذي شهد انطلاقة الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة، أين تجمع المئات من حشود الشباب الساخط محملين بالحجارة ، العصي، والمتاريس الحديدية، محاولين التوجه نحو مركز مدينة عنابة، قبل أن تطوقهم قوات مكافحة الشغب التابعة للوحدة السابعة للأمن الجمهوري والمصلحة الولائية للأمن العمومي، وتندلع موجة عنيفة من الاشتباكات تراشق خلالها الطرفان بالحجارة فيما عمد المئات من الشباب الغاضب والساخط على الأوضاع الاجتماعية المزرية والارتفاع الفاحش للأسعار إلى قذف قوات الأمن بالقارورات الحارقة “ المولوتوف” الأمر الذي دفع أعوان الأمن إلى إطلاق وابل من الغازات المسيلة للدموع في محاولة لتفريق حشود الشباب الساخط و منعهم من نقل طوفان الغضب الذي اجتاح العديد من شوارع المدينة وذلك على غرار حي ديدوش مراد 8ماي واد الذهب ومفترق الطريق المؤدي إلى مستشفى ابن رشد الجامعي والمدخل الرئيسي لمدينة عنابة على مستوى محور سيدي إبراهيم قبل أن تمتد موجة الإحتجاجات إلى بلديات الولاية وكذا الطريق الوطني رقم 44 اثر قطعه من طرف المئات من حشود الشباب الذين انتقدوا بلهجة فيها الكثير من التذمر والبؤس الواقع المعيشي للآلاف من الأسر العنابية إذ عمدوا في ذات السياق إلى إضرام السنة اللهب في حاويات القمامة وتحطيم كل ما تطاله أيديهم من لافتات الطرقات والواجهات الاشهارية بالإضافة إلى أعمدة الإنارة العمومية ليتم في حدود الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال عزل مدينة عنابة بعد إعادة غلق الطريق الوطني رقم 44 على مستوى منطقة (T.C.A) بعد أن سجل تظاهر العشرات من المواطنين الذين أضرموا السنة اللهب في العجلات المطاطية وجذوع الأشجار مما استدعى تدخلا مكثفا لقوات مكافحة الشغب بعد إعلان حالة طوارئ قصوى عبر جل مناطق ولاية عنابة خوفا من امتداد موجة التكسير وأحداث الشغب إلى الهيئات والمؤسسات العمومية. خالد بن جديد