رغم ما حققه ميناء جن جن خلال السنة المنقضية من وتيرة متسارعة في نشاط معالجة الحاويات يفسره الارتفاع في رقم أعمال الميناء الذي قفز من مليار و 836 مليون دينار خلال سنة 2009 إلى ثلاثة ملايير و 500 مليون دينار خلال سنة 2010 فإن هذا لا يعني إطلاقا بأن ميناء جيجل قد بلغ مرحلة الاستغلال النوعي والمأمول طالما أن البون لا يزال شاسعا بين طاقة الاستيعاب للميناء والمقدرة ب 4,5 مليون طن ونسبة الاستغلال المسجلة خلال العام الفائت حيث لم يتجاوز حجم السلع التي تمت معالجتها على مستوى مجمع الحاويات المليونين و 764 ألف طن، وهو ما يعني بأن ميناء جن جن لا يشتغل سوى بنصف طاقته الحقيقية أو أقل من ذلك وهو ما يعكس حجم الرهانات التي لا تزال في انتظار القائمين عليه لكي يرتقوا به إلى مصاف الموانئ العالمية. والأكيد أن بلوغ الطاقة القصوى لاستغلال ميناء جن جن ومن تمة تحقيق جميع الأهداف المسطرة للقائمين عليه يمر حتما عبر تجسيد الكثير من المشاريع وفي مقدمتها تطبيق بنود اتفاق الشراكة مع مجموعة موانئ دبي العالمية في مجال تسيير الميناء وهي الاتفاقية التي يبقى تجسيدها على أرض الواقع مرهون بإنهاء بعض المشاريع المكملة وعلى رأسها الحفاظ على أعماق الميناء من العوامل الطبيعية التي باتت تشكل تهديدا فعليا لنشاطاته وهو المشروع الذي أوكلت مهام إنجازه مؤخرا لشركة « دايو « الكورية على هامش الزيارة التي قام بها سفير هذا البلد إلى مدينة جيجل شأنه شأن مشروع نهائي الحاويات الذي أسند بدوره لذات الشركة حيث سيوفر ذلك أكثر من 600 منصب شغل لشباب الولاية. هذا ويشكل التجسيد الفعلي للطريق الوطني رقم 77 الذي سيربط ميناء جن جن بالطريق السيار شرق غرب والذي أسندت دراسته لشركة كندية بعد سلسلة من الإلغاءات والتأجيلات عاملا هاما من شأنه الارتقاء بنشاط الميناء نحو الأحسن في ظل حجم الظفرة التي حققها العام الفائت حيث استقبل هذا الأخير 668 سفينة محملة بمختلف البضائع والسلع وفي مقدمتها السيارات المستوردة، وهو ما يمثل قرابة ضعف عدد السفن والبواخر التجارية التي استقبلها هذا الميناء خلال سنة 2009 والتي لم تتجاوز 360 باخرة يفسره الارتفاع الصاروخي في رقم أعمال الميناء خلال عام 2010 وهي أعلى نسبة تحققها الموانئ الوطنية خلال الفترة المذكورة بما فيها ميناء الجزائر العاصمة الذي يعد الرئة الأولى للاقتصاد الجزائري، علما وأن ما نسبته 95 % من السيارات التي استوردتها الجزائر خلال السنة المنقضية تم تمريرها عبر ميناء جن جن الذي استقبل ما يربو عن 238 ألف عربة. م. مسعود