وذلك على وقع أرقام مبهرة تؤكد بما لايدع مجالا للشك بأن موسم الإصطياف لهذه السنة وعلى الرغم من قصر مدته قد يكون الأحسن على الإطلاق في تاريخ الولاية (18 ورغم النقائص الكثيرة التي طبعت موسم الإصطياف لهذه السنة والتي عكسها النقص الفادح في مراكز الإيواء وكذا الأزمات المتتالية التي عصفت بزوار عاصمة الكورنيش كأزمة الخبز والوقود وحتى النقل الا أن الإحصائيات المتوفرة بشأن موسم الإصطياف لهذه السنة تؤكد بما لايدع مجالا للشك بأن هذا الأخير ربما كان الأحسن في تاريخ الولاية (18) أو على الأقل منذ خلال العشرية الأخيرة . وهو ماتعكسه الأرقام التقريبية المقدمة حول عدد المصطافين الذين زاروا الشواطئ الجيجلية والذي بلغ عددهم قراب الخمسة ملايين مصطاف رقم يشكل قرابة ضعف عدد مصطافي الموسم الماضي الذي كان أطول نسبيا من موسم هذا العام الذي سيسدل عليه الستار عمليا غدا الأحد . ورغم أن البعض كانوا يتخوفون من انعكاسات العمليات الإرهابية التي شهدتها الولاية (18) قبل أيام من بداية موسم الإصطياف على التدفق الشعبي على شواطئ هذه الأخيرة أن الأمور جاءت معاكسة تماما لهذه التكهنات حيث شهدت شواطئ جيجل من أقصاها الى أقصاها اقبالا غير مسبوق من قبل السياح والمصطافين الذين جاؤوا الى جيجل من كل ولايات الجمهورية ناهيك عن الأعداد الكبيرة من أفراد الجالية الجزائرية الذين فضلوا بدورهم قضاء عطلتهم الصيفية في مدينة «بابا عروج» والذين أبهروا بالأجواء الساحرة لعاصمة الكورنيش التي فتحت ذراعيها لإستقبال ضيوفها الذين وجدوا فيها مالم يجدوه في ولايات ساحلية كثيرة وفي مقدمتها الجارة بجاية . ويجمع الضالعون بالشأن السياحي على أن اسقاط معظم الجزائريين للوجهة التونسية بسبب الأوضاع غير المستقرة التي يعرفها هذا البلد بعد ثورة الياسمين التي عصفت بأركان نظام بن علي ساهم بشكل كبير في انجاح موسم الإصطياف بعاصمةالكورنيش جيجل بحكم أن الآلاف ممن اعتادوا قضاء عطلتهم الصيفية بتونس اختاروا التوجه الى جيجل بعد كل ماسمعوه عنها هذا دون الحديث عن التحسن الأمني الكبير الذي شهدته هذه الولاية خلال السنوات الأخيرة والذي ساهم بدوره في تحفيز عشرات الآلاف من السياح والمصطافين على اختيار الوجهة الجيجلية وتفضيلها على بقية الوجهات الأخرى . ويبقى موسم الإصطياف لهذه السنة وبالرغم من مزاياه الكبيرة التي ستعود حتما بالنفع على اقتصاد الولاية (18) وكذا على مستقبل السياحة بهذه الولاية الفتية منطلقا لأخذ العبر واستلهام الدروس سيما بالنسبة لأولئك الذين أنيطت بهم مهمة النهوض بقطاع السياحة على مستوى عاصمة الكورنيش حيث بات لزاما على هؤلاء التفكير من الآن في كيفية تجاوز الهفوات والنقائص التي كشف عنها موسم الإصطياف لهذا العام سيما في مجال الإيواء الذي كان بمثابة القشة التي أعيت ظهور القائمين على الشأن السياحي بجيجل هذا دون الحديث عن المعوقات الأخرى التي ساهمت بدورها في تعكير مزاج زوار عاصمة الكورنيش من قبيل أزمة الخبز والوقود وحتى النقل والتي ماكانت لتكون لو اتخذت الإجراءات الوقائية الضرورية من قبل مسؤولي بعض القطاعات التي لها علاقة وثيقة بقطاع السياحة ولم تبق وعود هؤلاء مجرد حبر على ورق م.مسعود