كان ملف الحرائق حاضرا بقوة خلال الزيارة التفقدية التي قام بها والي ولاية جيجل علي بدريسي أمس الأول الى بلديتي جيجل والأمير عبد القادر أين عاين العديد من المنشآت والمشاريع القاعدية الجاري انجازها بهاتين البلديتين وذلك تحضيرا للدخول الإجتماعي الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام معدودة . وعلى الرغم من كون الزيارة المذكورة كانت مخصصة لمعاينة بعض المشاريع التي لها علاقة بالبنية التحتية والتي تعرف بعضها شيئا من التأخر الا أن والي جيجل استغل هذه الخرجة الميدانية للتطرق لملف الحرائق التي أتت على مساحات واسعة جدا من الغطاء النباتي بعاصمة الكورنيش والتي ضربت اقتصاد الولاية في الصميم خاصة بعد هلاك مساحات واسعة من غابات الفلين الذي يشكل موردا أساسيا من موارد الولاية حيث طمأن بدريسي الفلاحين الذين تضرروا من النيران الأخيرة مؤكدا بأن السلطات ستسهر على تعويض كل ماخسروه من وراء هذه النيران التي لم تشهد لها عاصمة الكورنيش مثيلا ، كما استغل والي جيجل المناسبة لإعطاء الضوء الأخضر لمختلف المصالح المعنية بملف التعويضات وفي مقدمتها مديرية المصالح الفلاحية وكذا مصالح الغابات من أجل الشروع في احصاء الفلاحين الذين تضرروا من الحرائق الأخيرة وحصر قيمة الخسائر التي لحقت بكل فلاح على حدة مؤكدا بأن التعويضات ستشمل كل الشعب الفلاحية المتضررة من هذه الحرائق التي أتت على مساحات واسعة من أشجار الزيتون وكذا بقية الأشجار المثمرة الأخرى اضافة الى المئات من صناديق النحل وكذا المداجن المنتشرة عبر ربوع أكثر من عشر بلديات بشرق وغرب الولاية . من جهة أخرى وفي آخر حصيلة للحرائق الموسمية بعاصمة الكورنيش كشفت مصالح الغابات عن بلوغ المساحة التي تم تدميرها الى غاية بداية الأسبوع الجاري قرابة العشرة آلاف هكتار نصفها من الأحراش والأدغال اضافة الى آلاف الأشجار المثمرة التي تحولت الى أثر بعد عين وهي الحصيلة الأسوأ في تاريخ الولاية (18) التي لم تتلق غاباتها ومساحاتها الخضراء مثل هذه الضربة الموجعة منذ فجر الإستقلال مما يجعلها قاب قوسين أو أدنى من كارثة ايكولوجية غير مسبوقة بشهادة حماة البيئة الذين قرعوا أجراس الإنذار منذ عدة أسابيع دون أن يكون لنداءاتهم المستمرة أي صدى في الميدان .