إنها فعلا حقيقة معاشة في شهر رمضان المبارك حيث يطفو الكثير من تجار الصيام إلى السطح وذلك بتفاعلهم خلال الشهر الفضيل، حيث تصبح فرص الربح أوفر، وفي بلادنا يعرف الناس بالاستهلاك القوي لشتى المأكولات إلى درجة أن الكثيرين يجتهدون في تخصيص ميزانية كاملة تحسبا لحلول الشهر الكريم. ويعيش الكثير من تجار ولاية قسنطينة مع بداية العد التنازلي لحلول الشهر الفضيل حالة استنفار قصوى حيث تحولت الكثير من المحلات إلى ورشات مفتوحة وذلك من أجل استغلالها في بيع مختلف الحلويات على غرار الزلابية وقلب اللوز والجوزية وغيرها، يحدث هذا في ظل السكوت الرهيب للسلطات المختصة، هذا المنطق بالذات هو الذي يستغله التجار وحتى الباعة غير الشرعيين، وليس غريبا أن يلجأ الكثيرون ممن تلتصق تجارتهم بالشهور الأخرى، مثل المطاعم ومحلات الأكل الخفيف، وحتى الألبسة إلى تغيير نشاطهم خلال الشهر الكريم، حيث تصبح حلويات مثل ‘'الزلابية'' و''قلب اللوز'' هي عناوين تجارتهم الجديدة، كما يستغل التجار شهر رمضان لتعويض ما فاتهم خلال الأيام السابقة وربح المزيد من المال، إذ يمثل بالنسبة للبعض منهم شهرا لتغيير النشاط، خاصة أن الحلويات تعرف إقبالا كبيرا خلال هذا الشهر، وبذلك يعلق أصحاب المحلات آمالا كبيرة على هذه الأيام التي لا تتعدى ال30 يوما، لملئ خزينتهم أو لإنقاذ تجارتهم من الركود والإفلاس، وفي جولة استطلاعية قادت ‘'آخر ساعة'' إلى بعض شوارع عاصمة الشرق الجزائري، على غرار السويقة والمرشي بحي 1600 مسكن وطنجة وغيرها... وقفنا على العديد من المحلات غيّرت نشاطها، ضاربة بذلك التعليمة الوزارية التي جاءت لمنع تغيير النشاط بشكل موسمي، عرض الحائط، وعلى صعيد آخر ينتظر العديد من الشباب البطال رمضان لممارسة النشاط التجاري، رغبة منهم في الربح السريع وتعويض البطالة إذ نجدهم يستأجرون محلات يزاولون فيها نشاطهم الموسمي، كما تنتشر طاولات البوراك والحلويات، بينما يفضل بعض الباعة الفوضويين تغيير نشاطهم، من بيع الملابس والأواني على الأرصفة إلى بيع المكسرات وتحضير الأكلات الشعبية المعروفة. وفي هذا الصدد، قال مصدر من مديرية التجارة لولاية قسنطينة إن التجار الذين يقومون بتغيير نشاطهم خلال شهر رمضان سيتابعون قضائيا وسيتم غلق محلاتهم.