عادت أجواء الرعب لتلقي بظلالها على عمال النظافة ببلدية الطاهير (ولاية جيجل) وذلك بعد تعرض الشاحنات المحملة بالقمامة لعدد من الكمائن بقرية «الدمينة» التابعة لنفس البلدية لحظة توجهها إلى عين المكان من أجل تفريغ حمولتها من الفضلات المنزلية . فبعد أن توقف مسلسل الكر والفر بين عمال النظافة وسكان منطقة الدمينة بالطاهير لبعض الوقت عاد هذا الأخير أول أمس لينسج حلقات جديدة من فصوله الدرامية وذلك من خلال قطع مجموعة من الملثمين للطريق الذي تسلكه شاحنات البلدية على مشارف قرية «الدمينة» قبل قيام هؤلاء بالإعتداء على العمال بواسطة الحجارة وكذا مختلف المواد الصلبة التي تهاطلت على شاحنات البلدية وذلك في سيناريو مشابه لذلك الذي عاشه هؤلاء العمال قبل أشهر حين تعرضوا لكمائن مماثلة دفعت بالكثير منهم إلى الدخول في إضراب من أجل مطالبة السلطات بحمايتهم من بطش هؤلاء الملثمين الذين عادوا ليزرعوا الرعب في نفوس العمال المذكورين بدعوى رفضهم لتفريغ الفضلات التي يتم جمعها من مختلف أرجاء عاصمة البلدية الأم بمنطقتهم التي تضررت كثيرا جراء هذه النفايات .وقد جدد عمال النظافة التابعين لبلدية الطاهير نداءهم الملح للسلطات المعنية من أجل تخليصهم من هذا الوضع الذي أدخل الرعب في قلوبهم وحوّل حياتهم الى جحيم سيما في ظل الإهانات اليومية التي يتعرضون لها وكذا المخاطر التي باتت تحدق بحياتهم جراء مهاجمة شاحناتهم وتكسير زجاجها بشكل دوري وهذا دون الحديث عن مظاهر الإذلال الأخرى التي تستهدف العمال رغم أننا يقول هؤلاء لسنا سوى «عمال بسطاء» لاناقة لنا ولاجمل في هذه القضية التي ما انفكت تتعقد مع مرور الأيام منذرة بالأسوأ إذا لم تجد الجهات الوصية حلا نهائيا لها.