المتجول هذه الأيام عبر هذه الأحياء يلاحظ التدهور الكبير في حالة البيئة الذي تعكسه صورة انتشار القمامة في غير الأماكن المخصصة لها وكثرة الردوم وسط الأحياء السكنية بالإضافة إلي انتشار بقايا الأطعمة المرمية في سلالم العمارات وزحف مختلف أنواع الحشرات ناهيك عن الانتشار الكثيف للكلاب الضالة حتى بالأحياء الحضرية ، وهو وضع ينذر بكارثة بيئية حقيقية ستكون وخيمة العواقب إذا لم تتكاثف جهود كافة السلطات المعنية بمحاربة هذه الظواهر في ظل عجز مصلحة الصحة العمومية عن متابعة كل المخالفات والتجاوزات التي يرتكبها مواطنون بتصرفات طائشة في حق البيئة ، وفي نفس السياق تشهد الكثير من المناطق بعاصمة الشرق الجزائري انتشار حشرة البعوض خاصة في أقبية العمارات المملوءة بمياه الصرف الصحي الراكدة . وحسب بعض المواطنين فإنهم قد راسلوا ديوان الترقية والتسيير العقاري في العديد من المرات باعتباره صاحب مشاريع أغلب أحياء العمارات في المدينة من أجل النظر في هذا المشكل غير أنه لم يتم التوصل لحل جذري ، زيادة عن هذا فإن المنطقة شهدت هذا الموسم غياب العمال التابعين لوحدة مكافحة البعوض والذين كانوا في وقت سابق يرشون الأقبية بمبيدات تحول دون تكاثر يرقات الباعوض، في حين تمثل ظاهرة انتشار الكلاب الضالة مشكلا بيئيا خطير ويعد مؤشرا علي تدهور المحيط وذلك ناتج عن لامبالاة المواطنين الذين يوفرون عن طريق رمي الفضلات وسط المحيط العمراني بقلب المدينة ، كما تحولت العديد من الأحياء إلى بؤر لانتشارها، على غرار بلدية الخروب وعين أعبيد وديدوش مراد وغيرها، كما اشتكى السكان من تزايد القوارض السامة وخاصة الجرذان التي تجد في الخبز الجاف المرمي في مداخل وسلالم العمارات وأمام المنازل وبقية الفضلات بيئة مناسبة للتكاثر ، والملاحظ أن الظاهرة تتزايد أكثر خلال شهر رمضان الذي يعرف إقبال العديد من العائلات على شراء كميات هامة من الأطعمة من مختلف الأنواع تزيد عن حاجتها وهو ما يدفعها إلي رمي الزائد منها وفي بعض الحالات رمي أطعمة مباشرة دون تناولها نتيجة الإسراف والمبالغة في شرائها. ومع هذا الوضع السائد يبقى إلقاء اللوم علي المواطنين الذين يتسببون عن جهل وعن تسيب وإهمال في الكثير من الحالات في تلويث البيئة .