أعلن وزير الدولة الألماني لشؤون السياسة الأوربية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط جونتر جلوسر أمس، عن قرب البدء في بناء منشآت للطاقة الشمسية والهوائية في صحاري شمال إفريقيا بهدف تزويد أوروبا بالطاقة الكهربائية في إطار اتفاقيات الاتحاد من أجل المتوسط الذي تم الإعلان عنه في باريس العام الماضي. أوضح جونتر جلوسر في تصريح له لإحدى وسائل الإعلام الأجنبية، أنه سيتم بناء 40 منشأة لتوليد الطاقة الشمسية والهوائية في الجزائر ومصر وليبيا والمغرب والتي سيتضاعف عددها بحلول العام 2020، بتكلفة تقدر بحوالي خمسة مليارات يورو كتكلفة أولية تساهم الحكومة الألمانية فيها بقسط كبير، مضيفا أن طول شبكات نقل الطاقة الكهربائية من تلك المنشات إلى اسبانيا وفرنسا ومنها إلى ألمانيا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي سيبلغ حوالي 2000 كيلومتر. هذا ووصف وزير الدولة الألماني جونتر جلوسر مشروع منشآت الطاقة الشمسية والهوائية التي ستقام بشمال إفريقيا، بأنه عامل هام لتطوير العلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الاروبي ودول حوض البحر الأبيض المتوسط برمتها، مؤكدا أن منافع المشروع لن تعود على أوروبا فقط التي ستحصل على 15 في المائة من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية من تلك المنشئات فحسب بل إن كميات كبيرة من تلك الطاقة ستذهب إلى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما نشرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية تقرير يظهر قدرة إنتاج الطاقة من الصحراء العربية الهائلة الممتدة بين الجزائر والمغرب وليبيا والسودان، مشيرة إلى أن منطقة صغيرة في صحراء الجزائر بإشارة «العالم»، تساوي مساحتها مساحة بلد أوروبي صغير مثل النمسا، وذكر أن الشمس فيها تكفي لتزويد العالم كله بالطاقة، مضيفة إلى أن هناك مساحة أخرى في الجزائر تعادل ربع المساحة الأولى، وتكفي لتزويد أوروبا كلها بالطاقة، مع مساحة أخرى في ليبيا تبدو كنقطة في بحر الصحراء وتكفي الشمس فيها لتعويض ألمانيا عن كامل حاجتها من الطاقة.