شهدت أسعار التمور في الفترة الأخيرة بأسواق وهران، سقوطا حادّا وغير متوقّع من التجّار والزبائن على حدّ سواء، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد 100 دج بعدما ارتفع قبل حلول شهر رمضان إلى 400 دج للكيلوغرام. تراجع محيّر لأسعار التمور بمختلف أنواعها هذا العام، على غير المعتاد بأسواق وهران خصوصا في شهر رمضان الذي يزداد فيه الطلب عليها، حيث انحدرت أسعار التمور إلى 200 و150 و100 دج على مستوى مختلف الأسواق والمحلاّت المتخصّصة في بيع التمور، وتمّ إعتبار ذلك ضربة قاصمة للتجّار الذين كانوا يستعدّون للمضاربة وجني أرباح معتبرة من وراء هذه التجارة، إلاّ أنّ مصائب قوم عند قوم فوائد، حيث أبدى سكّان الولاية ارتياحا للأسعار المناسبة التي تمكنّهم من إقتناء التمور والإفطار عليها طيلة أيّام الشهر الفضيل، بل وتفضيلها على فواكه أخرى لا تزال مرتفعة الأثمان. وحسب المتخصّصين في بيع التمور فإنّ ما حدث عبارة عن كساد تام بسبب إغراق الأسواق بكميّات كبيرة من التمور في الأيّام الأولى من رمضان، لكنّ هذا العرض الوافر الذي تمّ تقديمه في البداية بأسعار مرتفعة قوبل بتراجع في الطلب، وتدريجيا بدأت الأسعار تتراجع إلى مستويات دنيا مكنّت الزبائن من الشراء، خصوصا وأنّ كميّات معتبرة تمّ تخزينها قبل حلول رمضان على مستوى غرف التبريد، ما أدّى إلى تخوّف التجّار من كسادها وتكبّد خسائر معتبرة في حال عدم ترويج كميّات مناسبة منها في شهر رمضان، كما تمّ تفسير ذلك بزيادة الإنتاج بمنطقة الجنوب الموسم الماضي، ما سمح بتخزين كميّات معتبرة من مختلف أنواع التمور. أمّا عن ارتفاع أسعارها أيّاما قبل شهر رمضان إلى 400 دج للكيلوغرام الواحد، فقد أكّد التجّار أنّ المضاربة واضحة في هذه النقطة، حيث قام أغلب التجّار بتخزين كميّات معتبرة استعدادا لعرضها في شهر رمضان بهوامش ربح كبيرة، وكان حينها العرض قليلا بالأسواق ما أدّى إلى صعود الأسعار، لكنّ تخمينات التجّار خيّبت ظنونهم هذا العام، حيث تشهد سوق التمور كسادا غير مسبوق ومن المتوقّع أن تنخفض أسعارها إلى أقّل من ذلك لا سيما وأنّ موسم الجني سيكون في شهر أكتوبر المقبل وبالتّالي فإنّ على التجّار التخلّص من تمور الموسم الفارط التي تمّ تخزينها بغرف التبريد، من أجل عدم تعرّضها للتلف والسماح بتخزين منتوج العام المقبل.