** لو حصلت على رئاسة الجمهورية لجعلت العلم في أعلى هرم الحكم ** ترشحي لرئاسيات 2009 مكنني من تحقيق الكثير من المطالب ** الترشح لرئاسيات 2009 كان أحد محطات نضالي السياسي **فضلت أن لا أهاجر عرفانا بالجميل لشهداء ومجاهدي ثورة التحرير هو أحد أبناء القصبة، عاش طفولة متنوعة، آمن بأن الإنسان خليفة الله في الأرض، وأنه يجب أن يهتم بجوانب عدة، لا بجانب واحد فقط، قصدنا إجراء حوار مع باحث ومخترع، فوجدنا أنفسنا أمام رجل سياسي محنك خاض تجربة الترشح للانتخابات الرئاسية وخرج منها بنتائج مرضية، ووجدنا أنفسنا أيضا بين يدي أحد مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني منذ 16 عاما، وأمام أب يوازن بين مسؤولياته تجاه الأسرة وعمله المتميز، وزوج يعترف بالجميل لمن شاركته أعباء حياته وأبحاثه، الباحث بوط بوناطيرو كان له معنا هذا الحوار الذي كشف فيه عن جوانب مجهولة من شخصيته. ماذا يتذكر الباحث بوناطيرو عن طفولته، هل من أحداث مميزة؟ أم أنها كانت طفولة عادية؟ * يصعب علي كثيرا إصدار أحكام على مرحلة طفولتي، ولدت في القصبة، وكنت أتنقل إلى الرايس حميد، لكنني عشت طفولة عادية كأي طفل جزائري، لقد كمن أحب الكثير من الأشياء، كنت أهوى اللعب كثيرا، لكنني في مقابل ذلك، كنت جادا في إنجاز أي عمل أكلف به، وكنت عندما اهتم بموضوع أخده بكل جدية. هل كنتم تمارسون هوايات محددة؟ كنت أيضا أهوى الرياضة والسباحة كثيرا، ولدي من جهة أخرى أصدقاء أمارس معهم الموسيقى, كما أنني لاعب ماهر في كرة القدم كنا صغارا ملعب كرة القدم ضمن أندية الأحياء، وقد تميزت كثيرا في هذه اللعبة، بعد سنوات قليلة مارست رياضة الجمباز بقاعة بباب الواد. خلال دراستي بمدرسة الرايس حميدو ، وثانوية عقبة مارست مختلف أنشطة الأطفال, كنت أمارس السباحة, والجمباز، وأذكر جيدا أننسي كنت أقوم بأشكال بهلوانية في البحر والهواء، وكمن أحاول الغطس من مرتفع كبير لأقوم بأشكال فنية، ومن ضمن الهوايات التي كانت تجذبني إليها القيام برحلات، وعلى هذا الأساس دخلت الكشافة الإسلامية الجزائرية بالرايس حميدو، وقد قمت خلال هذه الفترة برحلات مع الزملاء إلى أماكن جبلية. مند 16عاما بدأت الصلاة وبدأت أتداول على المساجد, كنت أشارك في الدعوات التي تقام من اجل جلب الناس إلى الصلاة، كما أني شاركت في حملات نظافة بالحي، كانوا يقدمون لنا دلوا ونحن نقوم بجمع القمامة من الحي. ما هي أول مهنة مارستموها؟ كنت أحب كثيرا كسب المال وحدي، لهذا كنت اعمل بالصيف كمساعد لتجار الحي بعت صحف,سجائر,مجلات، وملت أيضا في محلات لبيع اللباس الصيفي,محلات بيع المأكولات,كنت أهدف من وراء كل هذا على تحقيق الاكتفاء المادي لأمضي العطلة مرتاحا من جهة، وأساعد أبي الذي كان مسؤولا على 7 أطفال من جهة أخرى، وعلى الرغم من أنني كنت ثاني أكبر إخوتي إلا أنني كنت أعمل ثم لا أخذ من راتبي سوى 20 دينارا، وأعطي الخمسين دينار الأخرى لوالدي، ومازلت أتذمر جيدا كيف نزلت الدموع من عينتيه عندما قدمت النقود لأول مرة. متى بدأ بوناطيرو يظهر كباحث ومخترع؟ كانت لدي بوادر نبوغ، فأنا لم أكن من أنجب النجباء لم أكن الأول بالصف كل يوم، لكنني أصنع الاستثناء، فأحيانا أحصل على أحسن النقاط باختبار الرياضيات، لكنني أذكر جيدا أنني ومنذ صغري كنت أتناول مواضيع الساعة أطرحها وأنا بالثانوية، لقد تكلمت عن البيئة أنداك وهي حديث الجميع اليوم، أعتقد أن خصوصياتي العلمية قد ظهرت في طور الجامعة، إذ وبمجرد انتهائي من الدراسة في الجامعة دخلت مجال البحث، العلمي،وواصلت دراستي العليا في مجال فيزياء الصلب، ثم حصلت على شهادة دكتوراه دولة في علم الأرض والفضاء، ثم قمت بدراسات معمقة في الفلك بمرصد باريس، وفي عام 1986 انتقلت إلى نرصد الجزائر، لأعمل كأستاذ بحث، ثم انتقلت إلى جامعة البليدة لأعمل كأستاذ محاضر، والآن فتحت مجمع البوراق التكنولوجي للإبداع وشؤون البيئة، كما أنني أشرف أيضا على منظمة جديدة عالمية تسمى منظمة المبدعين والبحث العلمي. من خلال هذا المجمع التكنولوجي، أريد أن أكون وسيطا بين إنتاج الجامعة، والعالم الصناعي هناك فراغ في هذا الجانب في الجزائر نحن وسطاء لخلق الجو الملائم للمبدعين والباحثين لتجسيد أفكارهم على أرض الواقع . تعاني الجزائر على غرار عديد من البلدان النامية من هجرة الأدمغة إلى البلدان المتقدمة، كيف تنظرون إلى هذه الظاهرة، وهل فكرتم في الإقدام عليها من قبل؟ من كانت هجرته لمال يكسبه أو لعلم فهجرته لذلك، ومن فضل عدم الحصول على مثل هذه الأمور والجهاد كما جاهد أسلافنا في الميدان، فلهم ذلك أيضا، أنا فضلت الأمر الثاني، لأننا من الناحية المالية مرتاحون، ونحن نعتبر أنفسنا مدينين للسلف الصالح الذي جاهد بالنفس والنفيس، ونحن مدينون لهؤلاء المجاهدين الأحياء منهم و الشهداء، وبفضل الله تعالي تمكنا من اكتساب العلم النافع، ونحن اليوم على علاقة جيدة مع عديد من المخابر الأجنبية التي نعمل معها، أنا أفضل أن أفيد بلدي أكثر من أي مكان آخر، ثم إن كل عوامل الإبداع متوفرة هنا، فمناخ البحث في الجزائر مناسب جدا، خاصة وأنها بلد معروفة بثرواتها وخيراتها. هل تتأثرون في أبحاثكم ومشاريعكم بشخصيات معينة؟ كل من يبدع أعجب به، وليس لي مجال محدد فأنا أحب شخصيات في الموسيقى والسياسة والعلم، أنا معجب بكثير من الشخصيات تطول قائمتهم فهم جميعا قدموا إضافات للبشرية،ولعل أكثر ما يقدمه الإنسان هو أن يبدع لفائدة البشرية. من من هؤلاء الشخصيات؟ أولا أنا متأثر بعدد من العلماء المسلمين، من أمثال البيروني، البوزجاني، إلى جانب الجزائري مالك بن نبي، ومن الرؤساء و السياسيين أنا معجب بشخص الرئيس الراحل هواري بومدين، ومن الموسيقيين يعجبني الهاشمي قروابي، محمد العنقا، العنقيس، ونعيمة. هل تلقيتم عروضا من الخارج لبيع اختراعاتكم؟ كانت هناك عروض لكنني رفضتها، لا لشيء سوى لأنها تصب في مصلحة الطالب أكثر من المطلوب منه، وعليه فضلت أن أنجز مجمع البوراق، لتحقيق هذه المشاريع بنفسي، لأحتفظ بكل حقوق الاختراع المادية منها والمعنوية. فكرة خط مكةالمدينة، قبلت عالميا من طرف الأسرة العلمية والدينية، وفي السعودية تم تبني مشروع الساعة الكونية في توسعة الحرم المكي، حيث سيتم وضع أكبر ساعة في العالم فوق الحرم المكي باعتبار أن خط مكةالمدينة هو خط الصفر، ونحن الآن في مفاوضات مع السلطات السعودية حتى تكون هذه الساعة الكبيرة هي الساعة الكونية . السلطات السعودية أيضا تبنت شبكة الطرقات في اختراع المدينة الذكية الإيكولوجية لمقاومة الكوارث الطبيعية، حيث أن نظام الطرق في هذا المشروع هو نظام عنكبوتي وسيتم تطبيقه أيضا في توسعة الحرم المكي للسماح للحجاج ويخرجوا بسهولة أكبر. هل تلقيتم أية مساعدات من طرف الحكومة الجزائرية ؟ للأسف لم نتلق أي جواب من طرف الحكومة الجزائرية، لكننا بادرنا بأخذ زمام أمورنا، ونحن بواسطة مؤسسة البوراق نرغب في تجسيد اختراعاتنا ميدانيا واعتقد أننا مازلنا في البداية. هل أنتم بصدد إنجاز مشاريع جديدة؟ في كل عام أقدم اختراعا جديدا، ففي عام 2008، أنجزنا نظام إنذار مبكر لحرائق الغابات، وفي عام 2009، قدمنا اقتراح ما يسمى بالجمعة الجديدة، وعطلة نهاية أسبوع عالمية، في مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الذي تم تنظيمه في جيجل، حيث اقترحنا عطلة عالمية وليست وطنية فقط، لنتخلص من مشكل اختلاف العطل بين الدول، واقترحنا في المقابل أسبوعا يحتوى على 6 أيام بدل سبعة، ذلك أن الله خلق الأرض والسماء في 6 أيام، كما أن فكرة 6 أيام في الأسبوع تتطابق مع الوحدات الزمنية من الثانية إلى الدقيقة، وكلها تقبل القسمة على 6. وبالعمل مع منظمة المبدعين نحن هذه الأيام بصدد إنجاز مشاريع في طور الانجاز للتنقيب على المياه الجوفية في عدة أماكن من الوطن حسب طلب الناس، ونحن لا نكتفي بالتنقيب فقط وإنما أيضا نستخرج المياه، كما أننا نهتم بالبناء الذكي الذي يقاوم الكوارث الطبيعية والإيكولوجيا. كما أننا إلى جاني ذلك نعمل على استقطاب التكنولوجيا العالمية لزرع الأسنان حيث سننظم دورة تكوينية في ذلك بداية من شهر أكتوبر المقبل وسيشرف على هذه الدورة التكوينية عدد من المدرسين السوريين، وتهدف الدورة التكوينية على إدخال هذه التكنولوجيا إلى الجزائر. كما أننا أيضا نعمل في كل عام على إعداد رزنامة إيكولوجية هجرية أمازيغية تحتوي على التقويم الهجري والميلادي والأمازيغي إلى جانب بعض المواعيد الفلكية، الفلاحية، والمناخية وتلك الخاصة بالحصاد والصيد، وهناك أيضا عدة مشاريع طويلة المدى يتم الإعداد لها مستقبلا. ** في كل عام تحدث اختلافات بين دول العالم الإسلامي حول اليوم الأول لرمضان والعيد، ألا يوجد خل في نظركم لجمع كلمتهم في صف واحد وتوحيد أيام الصوم و الإفطار؟ في هذا العام هناك شبه إجماع على أن تصوم كافة البلدان الإسلامية في يوم واحد، لأن الاقتران يقع متأخرا ولا يمكن مشاهدة هلال رمضان يوم 20 أوت، لكن في المستقبل يمكن لمختلف الدول الإسلامية أن تتبنى خط مكةالمدينة كحل للاتفاق على الوحدات الزمنية، وعليه إذا دخل شهر رمضان في البقاع المقدسة فيصبح لزاما على العالم الإسلامي أن يتفق على مباشرة الصيام، ولست أفهم كيف لا يصوم المسلمون في يوم واحد، بينما هلال رمضان هو هلال واحد سواء أظهر في السعودية أو غيرها فإن الصوم بمجرد رؤيته في أية دولة يصبح واجبا، أعتقد أن اتفاق العالم الإسلامي على الصوم في يوم واحد يتطلب وجود إرادة سياسية فعلية لذلك. هل أنتم راضون عن مكانة العلماء في الجزائر والوطن العربي؟ للأسف الشديد ورغم أن الله عز وجل قد أعطى فئة العلماء مكانة كبيرة فإن وضعها لم يرق إلى مكانتها، وهو ما أعتبره عبئا وعائقا أمام تطور هذه الفئة وبلدانها، خاصة إذا علمنا أن هذه الفئة قليلة التكاليف، وتستطيع تلبية احتياجات المجتمع وتطويره. ** عرفنا أن لديكم إلى جانب العلم الذي تتمتعون به ميولا لممارسة نشاطات سياسية، هل أنتم ناجحون في السياسة كما في العلم؟ * رغم أنني باحث فإن لدي حياة سياسية، فأنا عضو في حزب جبهة التحرير الوطني منذ 16عاما وإلى يومنا هذا، ناضلت في عدة منظمات نقابية، حيث أنني كنت أمينا عاما لنقابة الباحثين الدائمين بالجزائر الكبرى، وقد تمكنا بفضل نضالنا من الحصول على حقوق هذه الفئة إذا أننا شاركنا في وضع القانون الأساسي للباحثين، لدي حياة سياسية لم تكن مكشوفة لأنني معروف بأنني باحث، لكنني اليوم عضو مكتب قسمة رايس حميدو ولدي التزامات في الحزب ومن هذه الالتزامات أنني قمت بخلق المجلس العلمي للحزب و الذي مازال ينشط إلى يومنا هذا. ترشحكم لرئاسة الجمهورية كان تحديا كبيرا، كيف خطر ذلك ببالكم، وهلا قيمتم لنا هذه التجربة؟ ترشحي لرئاسيات 2009 لم يكن سوى مرحلة نضالية من مراحل نضالي، وقد راودتني هذه الفكرة بعد أن اقترح علي عدد من الباحثين أن أقدم ترشيحي على اعتبار أنني باحث معروف ولدى مكانة بين الناس، فأخذت بنصيحتهم وقدمت ملف ترشحي. على الرغم من أن التجربة كانت بسيطة، إلا أنني أستطيع أن أقول أن ترشحي لرئاسيات 2009 كان يحمل الكثير من الأمور الإيجابية، فقد تمكنت من خلال ترشيح نفسي من أن أعرف بصورة العلم في المجتمع، وقد طالبنا من خلال برنامجنا السياسي بأن يكون هناك مجلس علمي استشاري في مختلف الوزارات، كما أننا اقترحنا أيضا الإسراع في إنهاء مرحلة المصالحة الوطنية والدخول في مرحلة العفو الشامل، كما أننا تمكنا أيضا من تغيير عبارة ليلة الشك، بعبارة ليلة تحري هلال رمضان، فلا شك في ديننا، وقد أصبحت الوزارة تطبق هذه التسمية. لو نجحتم في الانتخابات الرئاسية، ما هي أهم المشاريع التي كنتم ستنفذونها بمجرد توليكم السلطة في البلاد؟ لو حصلت على رئاسة الجمهورية لجعلت العلم في أعلى هرم الحكم، حتى لا تكون القرارات السياسية سجينة رجال السياسة فحسب، وإنما أيضا سيتم فسح المجال واسعا لأخذ رأي المجالس العلمية وهو ما سيؤدي حتما إلى بلورة القرارات السياسية. وبالدرجة الثانية كنت سأهتم بمعالجة بعض آلفات المجتمع، منها البطالة، السكن، الأمراض الاجتماعية، وكنت سأجتهد في معالجة كل هذا بالطرق العلمية الحديثة المتفق عليها عالميا، وفي المقام الثالث كنت سأعمل على إنهاء المصالحة الوطنية والشروع في العفو الشامل، لأن الصلح إذا كان خيرا في ثقافتنا العربية الإسلامية، فإن العفو أحسن منه بكثير، و الله تعالي يقول في كتابه العزيز » وإن تعفو فهو خير لكم « غير أن هذا العفو مرهون بتوفر شروط معينة ودراسات جادة. تمارسون عديدا من النشاطات بين السياسة والعلم والرياضة وغيرها، هل ترون أن التنوع أنر ضروري ؟ أنا لا أفرق بين رجل علم وسياسة وفن، لكنني أعتبر أن الإنسان هو خليفة الله في الأرض، وبما أن الله تعالي غير مختص في أمر ما ، فإن الإنسان أيضا يجب أن يمتاز بالتنوع في ممارسة عدة أشياء مختلفة، فالعالم عليه أن يتفوق في اختصاصه دون إهمال بقية الجوانب الأخرى، وأنا مثلا اختياري للنضال في السياسة لا يمس أبدا بكوني عالما، فأنا أمارس الاثنين معا. كيف يتعامل الباحث و العالم بوناطيرو مع المحيطين به، وهل يخصونه بمعاملة مميزة؟ الشعب الجزائري يفرق جيدا بين الحق والباطل، وأنا بالنسبة للناس المحيطين بي أحظى باحترام كبير بينهم، خاصة بعد أن تبين أن ما أنتجه من أفكار صحيح ومعمول به على الصعيد العالمي، إنني فعلا أتمتع باحترام متقدي كبيرين. وداخل العائلة أنا أيضا أحظى بالاحترام، لكنني في مقابل ذلك لا أهمل العائلة أبدا، وإنما أسعى إلى أن أمضي أكبر قدر ممكن من الوقت معها، وأسعى إلى القيام بواجباتي كلما رأيت ضرورة لذلك. هل تلمحوم بعض بوادر النبوغ في أولادكم؟ لدى أربعة أولاد، ولكنني لا أستطيع أن أتنبأ بما سيكونون عليه في المستقبل، فأنا أرى في بعضهم بوادر وإشارات نبوع، لكن الوقت مازال مبكرا للحديث عن هذا الموضوع، لكن جميع أبنائي جيدون في دراستهم وهذا كاف بالنسبة لي. ما رأيكم في مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة ؟ هذه المقولة صحيحة لأن الفضل الأول والأخير يرجع إلى زوجتي لأنها في غالب الأحيان تحمل الأعباء أكثر مني محاولة أن توفر لي الأجواء المناسبة و الراحة التامة لإجراء أبحاثي ودراساتي وأنا ممتن كثيرا لها وأشكرها على ذلك. ما هو آخر كتاب قرأته؟ البداية و النهاية لابن خلدون كلمة أخيرة لقراء جريدة » صوت الأحرار« ؟ مشكلة الجزائريين وكل العالم العربي الإسلامي تكمن في فقدان الثقة في أنفسهم وحكامهم وعليه يجب علينا محاربة ما يسمى بالانهزام الروحي في كل المجتمعات العربية وهذا بن يتأتى إلا من خلال إعطاء الكلمة لرجال العلم والدين ليزرعوا هذه الثقة ويحققوا الصلح بين الفرد ونفسه، وبين الفرد والمجتمع وحتى بين الفرد وتاريخه، وهو ما ينقصنا. إن الغمة في مجتمعاتنا العربية ناجمة عن انعدام الخطاب العلمي والديني وابتعاده عن الأوساط الإعلامية، ولست أرى مبررا لأن تبقى فئة العلماء في الظلام وهي تستطيع أن تقدم الكثير لمجتمعاتها.