أصبحت شبكة الانترنت مصدرا مهما للمعلومات، غير أنها في الوقت نفسه أصبحت نقمة تهدد فئة المراهقين ممن يتعاملون معها دون وعي، وساهم انتشار هذا بالرغم من الايجابيات الكثيرة جدا ل»الانترنت«، والتي جعلت من العالم كله عبارة عن قرية واحدة إلا أنه أصبح يستخدم أحيانا بطريقة سيئة، وبعض الشباب المراهقين يتعاملون مع الشبكة بشكل عشوائي دون هدف، حتى الكثير من مقاهي الأنترنت المنتشرة هنا وهناك يمثل روادها غالبية الشباب المراهقين ونسبة الذكور المترددين عليها أعلى من الإناث بكثير، كما أنهم يرتادون مواقع للتواصل مع الجنس الآخر، وتصل أحيانا فترة بقائهم أمام شاشة الكمبيوتر حسب أحد أصحاب المقاهي إلى أكثر من ست ساعات يوميا. فالفتى يبحث عن فتاة لإقامة علاقة معها والفتاة كذلك إلا أنها تتحجج بمتابعة موديلات الأزياء، وفي نفس الوقت هي أيضا تبحث عن فتى أحلامها وتتواصل معه يوميا، كما أكد محدثنا في نفس السياق أن المواقع الإباحية تدفع الشباب إلى انتهاج سلوك سلبي في حياتهم وإدمان الانترنت، ما يعرضهم للانحراف كما أن هناك مواقع عديدة تروج للدعارة والانحراف التي تنجر عنها عواقب وخيمة. وحسب أحد رواد الأنترنت فإن هناك عدة مواقع أيضا تقوم بترويج المخدرات وترغيب المراهقين فيها، وتتناول حتى كيفية زراعة نبات المخدر وصناعته، حتى أن بعض الباحثين ربط بين إدمان الشباب ومواقع الأنترنت من حيث العنف والإباحية إضافة إلى المشكلات النفسية التي تصيب الشاب. وعن سؤال حول الايجابيات والسلبيات التي يتلقاها أطفالنا خلال تصفحهم مواقع الأنترنت؟. يجيب الخبير في الهندسة المؤسساتية »ناصر عزيز« في اتصال هاتفي من انجلترا والذي كان قد استضافته »صوت الأحرار« في ,2006 »بقدر ما هناك ايجابيات عديدة في الأنترنت من خلال غوص الطفل في التعلم والبحث وكسب معلومات جيدة ومفيدة والتواصل مع العالم الآخر، إلا أن هناك أشياء أخطر مما نتصوره، ناهيك عن مواقع الفسق والدعارة والمخدرات وهناك مواقع تحرض الشباب على أشياء أخطر من ذلك«.? ويضيف في ذات السياق، »نحن نعلم تماما أن الشبكة العنكبوتية والتي سهات عملية التواصل في أي مكان بالعالم فهي تدار من مؤسسات خارجية لها أجندة مخصصة تستهدف الشباب وتغير سلوكهم وتوجههم إلى الفساد الأخلاقي، وتحببهم بطريقة أو بأخرى لارتكاب الجرائم، وتسهل لهم الطرق في كيفية استخدامها«. واستطرد الخبير بالقول »وكأنها أشياء عادية يحب أن يتحلى بها الشاب المراهق لكي يكون رجلا أو تدعوه الى الانتحار وتحاول بث السم في أدمغة الشباب، بأن هذا الشيء سوف يشعرهم بالسعادة الأبدية، والتي قد لا يجدونها في هذا الزمان بسبب ظروفهم الاقتصادية والمعيشية، أو بسبب تعنت بعض الآباء أو أي شيء آخر يشكو منه الطفل أو الشاب«. ويضيف في معرض حديثه إلينا قائلا إن الجهات المسؤولة أمامها مهمة كبيرة لكي تحصر هذه المواقع وتمنعها، وتمنع حتى الأساليب التي يلجأ إليها الشاب لفك طلاسم هذا الخطر على المواقع، وهذا شيء أعتبره حقا أصيلا لكي نحمي شبابنا، كما أن للأسرة أيضا دور كبير يقع على عاتقها لمواجهة هذا الهجوم، ويجب أن تفرض الرقابة على أبنائها بحكمة وعقل وحثهم على التمسك بفضائل الأخلاق«. »كذلك يجب على المدرسة إجراء حوار مع الطلبة لكي تتعرف إلى أفكارهم وتفهم ما يتمناه الشاب في مراحل المراهقة الخطرة??من جهتها وسائل الإعلام لها دور كبير حيث يجب عليها أن تقوم بحملة توعية لتجنب مخاطر الأنترنت التي قد تهدد أجيالا كاملة من شبابنا«. إن الشاب المدمن على الأنترنت والمتأثر به يهرب دائما من حياته اليومية مما يسبب له مشكلات أسرية كبيرة وتدهور صحي، وإدمان لدرجة أن يصبح أسيرا لمدة قد تصل إلى 12 ساعة، بل أن بعض الباحثين أشاروا في تحليلاتهم إلى أن مدمني الأنترنت يصلون إلى عدة مراحل منها الجريمة، الجنون، فقدان البصر، والإصابة بالانطوائية، والشلل، والرعاش، أحيانا وآلام بالعمود الفقري وضعف الذاكرة.مقاهي »السيبر« بشكل ملفت للانتباه إلى تشجيع تردد الأطفال والمراهقين حتى أصبح مصدرا للمتعة في غياب الأهل الذين غالبا ما يجهلون العواقب الناجمة عن ذلك.