تمكنّت مصالح الأمن بوهران صبيحة الأربعاء الماضي، من تفكيك عصابة خطيرة تتكوّن من ستّة أفراد من بينهم فتاة، وذلك بعد مطاردات ومواجهات عنيفة بالسيوف، اضطّرت مصالح الأمن على إثرها إلى استعمال الرصاص المطاطي. أفادت خلية الاتصال والعلاقات العامة على مستوى مديرية الأمن الولائي، أنّ العملية كانت في حدود الساعة الرابعة صباحا، على مستوى حيّ الدرب العتيق، أين كانت تنشط عصابة خطيرة في الاعتداء على الضحايا بالأسلحة البيضاء وسرقتهم بمحيط الحيّ إضافة إلى ترويج المخدّرات والأقراص المهلوسة والكحول، حيث تلقت مصالح الأمن معلومات حول نشاط هذه العصابة، وكان ثلاثة منهم محلّ بحث ومطلوبين لدى العدالة بفعل تورّطهم في عدّة قضايا إجرامية، وقد تمّ التخطيط للقبض عليهم ليلا، على غرار سيناريو القبض على عصابة »ميطوطة« الشهيرة بنفس الحيّ العام الماضي، وجاء التدخّل في حدود الساعة الرابعة صباحا، إلاّ أن المتّهمين ابدوا مقاومة شديدة، وساندهم في ذلط باقي أفراد العصابة، حيث نشبت أحداث شغب شديدة أيقظت سكّان الحيّ وجلعتهم يعيشون ليلة رعب بمختلف المقاييس. وقد استعمل المتّهمون السيوف وبنادق الصيد ومختلف أنواع الأسلحة البيضاء، للاعتداء على مصالح الأمن، إذ أصيب ثلاثة منهم بجروح متفاوتة الخطورة، ممّا استدعى نقلهم إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي، فيما تبع ذلك بالاستنجاد بمصالح مكافحة الشغب، ليتّم تطويق كامل الحيّ ونظرا للتطوّرات غير المتوقّعة، استعملت مصالح الأمن الرصاص المطاطي، إلاّ أنّ أفراد العصابة قاوموا بشدّة واستعملوا المقعّرات الهوائية على شكل واقيات تحميهم من الرصاص المطاطي، وبعد ساعات من الاشتباكات، تمّ القبض على ستّة أفراد من بينهم فتاة. وأسفرت عملية التفتيش عن حجز كميّة معتبرة من الأسلحة البيضاء من الخناجر والسيوف وبنادق الصيد البحري والتي كانت تستعمل من قبل المتّهمين للاعتداء على الضحايا بغرض السرقة، كما تمّ حجز عدد معتبر من المقعّرات الهوائية التي استعملت في الاشتباكات، إضافة إلى مجموعة من الأقراص المهلوسة والتي ثبت أنّهم كانوا يتعاطونها ويروّجونها كذلك، زيادة عن أكثر من 2000 قارورة خمر. وكانت هذه العملية النوعية قد أثارت حالة رعب واسعة لدى سكّان الحيّ، فيما عبّر العديد عن ارتياحهم من تطهير هذا الحيّ من العصابات الخطيرة التي اشتهر بها منذ سنوات، في انتظار أحياء أخرى مثل سانت بيار بوسط المدينة، مع الإشارة إلى أنّ عمليات الترحيل نحو المجمّعات السكنية الجديدة تكون قد خفّفت من قوّة هذه العصابات، لكنّ عددا معتبرا من المجرمين عادوا للنشاط في الأحياء الجديدة وكذا في الأحياء القديمة حيث يقضون الليل داخل البنايات المهترئة المغلقة، بحيث يترصدون الضحايا بوسط المدينة وبعد تنفيذ عملياتهم يختفون في هذه الأوكار في الظلام الدامس، في انتظار الهدم الكلّي لهذا الحيّ واسترجاع العقار للنفع العمومي. وحسب ما أكّدته ذات المصادر فإنّ المتّهمين تمّ تقديمهم أول أمس للعدالة، وأمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الجنح بإيداعهم الحبس المؤقّت.