ودعت قسنطينة أمس الطفلين إبراهيم وهارون اللذين راحا ضحية جريمة قتل بشعة ارتكبها في حقهما مجرمان اعترفا بجرمهما في انتظار نتائج التحقيق، حيث شيعت جنازة الطفلين في حدود الساعة الثانية بعد الزوال بمقبرة زواغي سليمان في أجواء سيطر عليها الحزن وتعالت فيها أصوات الذين حضروا الجنازة وهم يكبرون بقوة حناجرهم »الله أكبر..الله أكبر، لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله، بالروح بالدم نفديك يا شهيد«، والدموع تتهاطل كالأمطار حزنا وأسفا على مقتلهما غدرا. وقبل أن يوارى الطفلان مثواهما الأخير، كانت لعائلة الضحيتين نظرة أخيرة عليهما بالمستشفى، ووقفوا عليهما وقفة ترحم مدة دقيقة واحدة، بالقرب من مسكن الضحية إبراهيم بالوحدة الجوارية رقم ,18 الجميع بكى، حتى السماء بكت لهما، وهما يواران التراب في جو ممطر. شاءت الأقدار أن يتعرف إبراهيم على هارون وتنشأ بينهما علاقة صداقة حميمية، الطفل هارون يسكن بالوحدة الجوارية رقم ,13 كان في زيارة عند جدته بالمنطقة الجوارية رقم 18 أين يقيم إبراهيم، وشاءت الأقدار كذلك أن يدفنا في يوم واحد وفي توقيت واحد وفي مقبرة واحدة وسط حشد كبير من المواطنين بلغ الآلاف بالإضافة إلى أقارب الضحيتين وعائلتيهما، والسلطات المدنية والعسكرية. عائلة الطفلين عبرت عن سخطها لما لحق بطفليهما من أذى، ومن وحشية، ويشار إلى أن الاحتجاجات لم ترافقها أي عملية تخريب قد تمس بقدسية المقبرة. وقد طالب كل من حضر الجنازة من المواطنين والأئمة وحركة المجتمع المدني رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتطبيق حكم الإعدام، وإقراره في التعديل الدستوري الجديد.