أعلنت روسيا أمس أن الحكومة السورية وافقت من حيث المبدأ على حضور مؤتمر سلام دولي اقترحته رفقة الولايات المتحدّة الأمريكية، وانتقدت موسكو في نفس الوقت ما وصفته بمحاولات تقويض جهود السلام. قال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، إن دمشق عبرت عن استعدادها من حيث المبدأ للمشاركة في مؤتمر »جنيف 2«حتى يجد السوريون أنفسهم مسارا سياسيا للحل. وانتقد لوكاشيفتش محاولة عرقلة تنفيذ الاتفاقات الروسية الأمريكية حول سوريا ووضع المصالح السياسية الضيقة فوق الهدف الرئيسي المتمثل بوقف نزيف الدماء في الجمهورية العربية السورية وتأمين نجاح الجهود السياسية والدبلوماسية من قبل المجتمع الدولي لبدء الحوار السوري الداخلي. وشدد على أن هذه المحاولات تبعث إشارات سلبية لفصائل المعارضة وتدفعهم عمليا إلى رفض الحوار، مضيفا أنه من دون شك فإن البداية الناجحة للمؤتمر الدولي حول سوريا تتطلب مشاركة جميع الأطراف المؤثرة ومن ضمنها الإقليمية. وبحث ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي مع فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري عملية التحضير لعقد مؤتمر دولي حول سوريا، وقال بيان للخارجية الروسية صدر أمس، إن اللقاء بحث بشكل مفصل مسائل التحضير للمؤتمر الدولي لدعم التسوية السياسية في سوريا استنادا إلى الاتفاق الروسي الأمريكي المؤرخ في 7 ماي من العام الجاري. وأشار البيان، إلى أن المقداد ثمّن عاليا الجهود الروسية في هذا الاتجاه، وأكد استعداد دمشق من حيث المبدأ للحوار البناء مع المعارضة السورية، كما أعلن أن الحكومة في دمشق ستقرر قريبا ما إذا كانت ستشارك في المؤتمر الذي يهدف إلى جمع ممثلي الحكومة والمعارضة على مائدة المفاوضات. إلى ذلك، أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن موقف بلاده من الأزمة السورية ثابت، لكنه لم يستبعد وجود إمكانية للمرونة تبعا لتطورات الوضع، وقال أوشاكوف في مؤتمر صحفي أمس، إن موقف روسيا من القضية السورية مبدئي، وقد تكون هناك تعديلات طفيفة على هذا الموقف، تبعا لتطورات الوضع، لكن أساس هذا الموقف لن يتغير يضيف المتحدث. وكانت المعارضة السورية في المنفى اجتمعت أمس الأول لاتخاذ قرار بشأن حضور مؤتمر »جنيف 2«، فتحت ضغوط دولية من أجل سرعة إنهاء الخلافات الداخلية، بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض محادثات في اسطنبول لانتخاب قيادة توافقية واتخاذ قرار بشأن حضور المؤتمر الذي قد يعقد في جنيف في الأسابيع القادمة. على صعيد آخر، نقلت تقارير إعلامية روسية عن فرحان حق مساعد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قوله إن صحفيين روس قدموا إلى الأممالمتحدة أشرطة فيديو قالوا إنها تتضمن أدلة على استخدام المسلحين في سوريا أسلحة كيميائية، وقال حق إن مكتب الممثلة السامية للامين العام للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح قد تلقى المواد المرسلة إليه قبل تحويلها إلى الشكل المناسب للاستخدام، مضيفا أن تلك المواد ستسلم فيما بعد إلى آكي سيلستروم رئيس فريق الخبراء الذين يحققون في المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا. ميدانيا، أفادت وسائل إعلامية أمس بتصاعد اشتباكات القصير وتقدم للحر بدرعا، حيث تواصلت حدة المواجهات في مدينة القصير بريف حمص، وسط حملة وصفت بأنها الأعنف التي تشنها القوات النظامية السورية مسنودة بعناصر من حزب الله اللبناني لليوم السادس على التوالي، في حين أفاد ناشطون أن مسلحي المعارضة حققوا تقدما في أحد المواقع. وأفادت المصادر، أن مسلحي المعارضة تصدوا لمحاولة اقتحام جديدة قتلوا فيها ثمانية من عناصر حزب الله وثلاثة من جنود النظام، ليرتفع بذلك عدد قتلى حزب الله في القصير إلى أكثر من مائة كما يفيد ناشطون. هذا وأكدت المعارضة السورية أن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا من إسقاط طائرة تجسس إيرانية بدون طيار، قرب العاصمة دمشق، وعرض الجيش الحر أجزاء لما قال إنها طائرة تجسس إيرانية كانت تقوم بتصوير مواقعه في الغوطة الشرقية، كما أفاد بتحرير إحدى القرى في ريف حمص، بعد أيام من وقوعها تحت سيطرة عناصر تابعة لحزب اللهس اللبناني التي تقاتل إلى جانب القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.