»لا يمكن للكلمات أن تصف الرئيس الراحل علي كافي« ذلك ما أجمعت عليه جميع الشهادات التي أدلت بها شخصيات وطنية وتاريخية حضرت أول أمس، تأبينية المجاهد والرئيس الراحل علي كافي، بقصر الثقافة والفنون بولاية سكيكدة والمنظمة من قبل جمعية أول نوفمبر التاريخية. ولأنه كتب للعظماء أن لا يرحلوا دون أن يتركوا بصمة في التاريخ وأثرا في النفوس، ذلك ما تجلى في الحضور الكبير من مواطني 20 أوت المجاهدة إلى جانب السلطات المحلية وعائلة الفقيد وشخصيات وطنية عايشت مع الفقيد مراحل مهمة على غرار الأستاذ عبد العالي رزاقي والصحفي سعد بوعقبة وإلى جانب إطارات من حزب جبهة التحرير الوطني في إطار تواصل جميل ومعبر بين جيل الأمس واليوم وعرفانا بالإنجازات التي قدمها الفقيد للجزائر وللمكانة الرفيعة والبصمة النقية التي تركها في نفوس أبناء »الحروش« الذين أبوا إلا أن يشاركوا في هاته الوقفة كجزء بسيط لرد الجميل منهم لفقيد الجزائر. من جانبه تطرق الأمين العام السابق للرئاسة في عهد الرئيس الفقيد علي كافي عبد العزيز جرار إلى خصال المرحوم قائلا: »لا توجد كلمات تستطيع وصف الخصال الحميدة للرئيس الراحل من حيث تواضعه وحسن خلقه، كان رجلا متشعبا بالعروبة إلى حد النخاع ومعتزا بالإسلام تلك هي خصال علي كافي، وأنني أذكر في اجتماع للرئيس مع مسؤولين كبار في الدولة أنه تطرق إلى قضية جوهرية ساهمت بشكل كبير في تحول الجزائر ألا و هي قضية الحل السياسي للخروج من الأزمة و أنه كان متيقنا في نجاح هاته الفكرة كونه كان محاطا برجال أوفياء«. في حين تطرق الدكتور عبد العالي رزاقي والكاتب الصحفي سعد بوعقبة إلى أن المذكرات التي قام بكتابتها الرئيس الراحل علي كافي هو الذي قام بكتابتها ودونها وحده، مؤكدا في نفس الوقت أنه هو وإلى جانبه الكاتب سعد بوعقبة من تكفلا بالتوثيق الإعلامي. وفي خضم سردهما للشهادات خصوصا في المرحلة التي كان فيها الرئيس يخضع لمرحلة العلاج في بيته، حيث يتذكر الدكتور عبد العالي رزاقي أنه في آخر زيارة قام بها وجده في غاية السعادة والفرح ولما سأله عن سبب ذلك قاله بالحرف الواحد »لقد انتصر الجيش الوطني الشعبي في تينقتورين والجزائر بخير بجيشها وشعبها« هي تلك أخر الكلمات التي قالها له- يقول عبد العالي رزاقي.وقد تضمنت هاته تأبينية الراحل علي كافي معرضا للصور التاريخية تبرز فيها أهم المراحل التي عاشها الفقيد بدءا من مرحلة الكفاح والنضال وصولا إلى المرحلة التي تقلد فيها منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة. وفي الأخير قام والي ولاية سكيكدة بتكريم خاص لعائلة الفقيد الذي يعد ليس مفخرة مدينة 20 أوت المجاهدة بل الجزائر ككل والتي فقدت عمودا هاما من أعمدتها التي أوصلت الجزائر إلى الاستقلال وعودة السيادة الوطنية.