أشرف أمس على الافتتاح الرسمي للدخول المدرسي الجديد وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد رفقة وزراء الصحة والسكان السعيد بركات، التعليم العالي رشيد حراوبية، التعليم والتكوين المهنيين الهادي خالدي، ووالي العاصمة، وتابع الوزراء الأربعة عرض الدرس الافتتاحي، الذي أقرته وزارة التربية، وقدمته أستاذة طبيبة بطريقة ممنهجة مع مجدوعة من التلاميذ. تميز اليوم الافتتاحي للموسم الدراسي الجديد، الذي أشرف عليه وزير التربية الوطنية رفقة الوزراء الثلاثة المذكورين ووالي العاصمة، ومدراء التربية الثلاث للعاصمة بهذا الدرس الافتتاحي حول مرض أنفلونزا الخنازير ، وبالكلمة التي ألقاها وزير التربية قبل أن يتوجه إلى الدوائر الحضرية للشراقة، درارية، الحراش،الدارالبيضاء، والرويبة، أين قام بتدشين مؤسسات تربوية منجزة، ووضع حجر الأساس لأخرى. الوزير بن بوزيد عاد من جديد في هذه الكلمة للحديث عن المئزر المدرسي، حيث قال : نستقبل اليوم الدخول المدرسي الجديد بزي موحد كوحدة الشعب الجزائري من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، وهو اللباس الجمهوري، الذي يجعل أبناءنا سواسية كأسنان المشط . وفيما يتعلق بالصعوبات التي اعترضت تجسيد الألوان المختارة ، لاسيما منها اللون الأزرق، وتسهيلا على التلاميذ والأولياء،وعد وزير التربية من هذا الحفل الافتتاحي بإعطاء تعليمات في هذا الأمر، قال فيها : أعلم أن هناك صعوبات في ندرة الألوان، فهذه بداية وسأعطي تعليمات إلى مديري المؤسسات التربوية، حتى لا يكونوا صارمين في الألوان، وهذا معناه أن وزير التربية يريد أن يفسح الخيار أمام الأولياء والتلاميذ من أجل اقتناء اللون الذي هو في متناولهم حتى ولو لم يكن هو نفس اللون الذي أقرته الوزارة تحديدا. وبعد أن ذكر بن بوزيد بالثمانية ملايين تلميذ ، الذين التحقوا نهار أمس بمقاعدهم الدراسية، وقال عنهم أنهم تضاعفوا منذ سنة 1992 بعشر مرات، حيث تمكنت الوزارة من أن تمدرس أكثر من 97 بالمائة من التلاميذ الذين بلغوا سن السادسة، و75 بالمائة من تلاميذ التحضيري، ناهيك عن الفتاة، التي أصبحت تشكل النسبة الساحقة من المتمدرسين، ومن سلك الأساتذة، وهذا وفق ما فسره وزير التربية الوطنية يبرهن أن الجزائر تعتني بكل أبنائها وبناتها، ولا تفرق بينهم، وقد خصصت أموالا ضخمة لذلك، ضمانا لديموقراطية التعليم والتعليم المجاني ، وحتى الاتحاد السوفياتي والصين اللذين كانت تشاركهما الجزائر في هذا الجانب لم تعودا تقران بديموقراطية ومجانية التعليم عندها. في هذا السياق قال الوزير : الجزائر تنفق على قطاع التربية الوطنية خمسة آلاف مليار دينار، وقد فاقت نسبة الإطعام المدرسي فيها 75 بالمائة، وسوف تمنح الكتب المدرسية مجانا لأربعة ملايين تلميذ، ومنحة التمدرس لثلاثة ملايين، وتفيد القطاع ب 1300 حافلة جديدة قيمتها المالية أكثر من خمسة ملايير دينار. وقال بن بوزيد رغم أننا ننفق كل هذه الأرقام المذهلة، فإن رئيس الجمهورية قال لنا حتى ولو بلغت نسبة التمدرس 94 بالمائة، فإننا لم نصل بعد إلى ما نطمح إليهن وعليه فنحن الآن نهتم حتى بالبدو الرحل، الذين يتنقلون من مكان لآخر ونسعى لأن نستحدث لهم مدارس متنقلة، وداخليات. وتحدث الوزير عن الإصلاح قائلا : المدرسة الجزائرية تعيش إصلاحا كبيرا، والإصلاح له بداية وليس له نهاية وسيكون متواصلا ، فكل عشر سنوات المعلومات العلمية تتضاعف مرتين، وكل خمس سنوات المعلومات التكنولوجية تصبح غير صالحة للاستعمال، وبناء على هذا ، هل يعقل أن ننتظر ثلاثين سنة ونقول هيا بنا للإصلاح . ولم ينس كعادته أن تحدث عما تحقق في مجال الكتاب المدرسي، حيث قال ألا تذكرون أنه من قبل أربع سنوات كنا نمنح كتابا واحدا لكل تلميذين، وكنا ننتج 23 مليون كتاب ، واليوم هانحن أنتجنا 60 مليون كتاب، بتكلفة مالية مقدرة ب 650 مليار سنتيم، هذا زيادة عن التكوين الذي نحن بصدده وقد شرعنا في تطبيقه بداية من سنة 2001، وقررنا أن نرفع كافة المدرسين حتى ولو في الابتدائي إلى المستوى الجامعي، وهذا ما نحن اليوم فيه . وعاد من جديد وزير التربية للحديث عن الأولياء الذين يستهترون ويمانعون في تدريس أبنائهم، حيث قال : المدرسة إجبارية على كل الجزائريين، وأقول لكل الذين يغلقون الأبواب في وجوه أبنائهم، الدولة لن تسمح لكم وستتخذ الإجراءات اللازمة ضدكم، وهي التي تتحمل كل المصاريف، لأنها ترى أن من لا يدرس اليوم هم أميّ الغد، وسيكون خطرا على نفسه وعلى وطنه.